عاجل

بشارة زوال إسرائيل.. يأجوج ومأجوج في الرواية الإسلامية والصهيونية

صورة متداولة لقصة
صورة متداولة لقصة جوج وماجوج

نبوءة جوج ومأجوج اسم تردد كثيرًا وخرج مرصد الأزهر لمكافحة التطرف محذرًا من تأويلات وتحريفات للنصوص الدينية تخدم الصهيونية وراء ترويجه فمن هو جوج؟، وهل يتشابه مع القصة الإسلامية يأجوج ومأجوج؟ 

جوج ومأجوج.. ماذا قال عنهما سفر حزقيال؟

يتحدث مروجو قصة جوج ومأجوج أن النبوءة الواردة في سفر حزقيال؛ والتي تتضمن الحديث عن الحرب الإيرانية الإسرائيلية باعتبارها جزء من علامات آخر الزمان، أنه جاء في سفر حزقيال (الإصحاحان 38 و39): "يا ابن آدم، وجّه وجهك نحو أرض مأجوج.. وتنبّأ عليه.. واخرج أنت وكل جيشك.. معهم فارس وكوش كلهم بدروع وخوذ.. إلى أرض مستعادة.. سأكسرك أنت وجيشك على جبال إسرائيل".

وجوج ومأجوج من الأمور المختلف حولها، فقيل: هما اسمان لشخصين أو مكانين ورد ذكرهما في سفر حزقيال. وقيل أن جوج: شخصية غامضة، غالبًا ما تُفهم كقائد سياسي أو عسكري كبير، وقيل هو قائد روسي مستقبلي.أما ماجوج أو مأجوج: يُعتقد أنها منطقة في شمال إسرائيل، وبعض المفسرين يقولون إنها ترمز لروسيا أو شمال أوراسيا.

كما نقل البعض عن آباء الكنيسة المتقدمين أن جوج وماجوج لا يجب أن يُفهموا حرفيًا على أنهم أمم بعينها، بل على أنهم صورة لكل الذين يتمردون على الله في نهاية الأزمنة، تحت قيادة الشيطان المحلول مؤقتًا، وعن آخر أن جوج وماجوج ليسا أمتين، بل رمزان للتمرد الأخير.

معنى يأجوج ومأجوج.. ماذا تقول الرواية الإسلامية عن آخر الزمان؟

اختلف اللغويين في تفسير معنى يأجوج ومأجوج، وذلك للاختلاف في أصل الكلمتين، فقيل : هما اسمان أعجميان منعا من الصرف للعلمية والعجمة، وعليه فليس لهما اشتقاق.

وقيل : بل هما عربيان، وعلى هذا القول اختلف في اشتقاقهما، فقيل : من أجيج النار وهو التهابها، وقيل : من الأجاج وهو الماء الشديد الملوحة، وقيل : من الأج وهو سرعة العدو، وقيل : من الأجة بالتشديد وهي الاختلاط والاضطراب .

وقرأ جمهور القراء ياجوج وماجوج بدون همز، وأما قراءة عاصم فهي بالهمزة الساكنة فيهما. ويبدو أن جميع ما ذكر في اشتقاقهما مناسب لحالهم، ويؤيد الاشتقاق من ماج قوله تعالى : (وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ) وذلك حين يخرجون من السد.

من هم يأجوج ومأجوج؟

يقول الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن يأجوج ومأجوج من بني آدم من نسل يافث بن نوح، وهو أبو الترك، قال الحافظ ابن حجر : (ويأجوج ومأجوج قبيلتان من ولد يافث بن نوح، روى بن مردويه والحاكم من حديث حذيفة مرفوعا : (يأجوج أمة، ومأجوج أمة، كل أمة أربعمائة ألف رجل، لا يموت أحدهم حتى ينظر إلى ألف رجل من صلبه، كلهم قد حمل السلاح، لا يمرون على شيء إذا خرجوا إلا أكلوه ويأكلون من مات منهم) [فتح الباري]

فهما من ولد آدم وحواء، ويؤيد ذلك حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال رسول ﷺ : يقول الله عز وجل يوم القيامة : يا آدم ، يقول : لبيك ربنا وسعديك ، فينادى بصوت : إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثا إلى النار ، قال : يا رب ، وما بعث النار ؟ قال : من كل ألف ( أراه قال ) تسعمائة وتسعة وتسعين ، فحينئذ تضع الحامل حملها ، ويشيب الوليد ، (وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ) . فشق ذلك على الناس حتى تغيرت وجوههم ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : من يأجوج ومأجوج تسعمائة وتسعة وتسعون ومنكم واحد، ثم أنتم في الناس كالشعرة السوداء في جنب الثور الأبيض، أو كالشعرة البيضاء في جنب الثور الأسود، وإني لأرجو أن تكونوا ربع أهل الجنة، فكبرنا، ثم قال : ثلث أهل الجنة، فكبرنا، ثم قال : شطر أهل الجنة فكبرنا) [رواه البخاري ومسلم].

يأجوج ومأجوج في الكتاب والسنة

وبداية ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن كان في سورة الكهف، في قصة ذلك الملك الصالح الذي سماه القرآن ذا القرنين، فهيا بنا نعرف شيئا من قصته.

لقد كان هناك ملك صالح يدعى بذي القرنين، وقيل إنه قوروش الفارسي، وليس كما اشتهر أنه إسكندر المقدوني، وذلك لأن الإسكندر لم يكن موحدًا، وإنما كان من المشركين، وهذا الرجل الصالح فتح الله عليه البلاد، وحكم فيها بالعدل كما أراه الله سبحانه وتعالى.

فبدأ ذو القرنين فتوحاته بجيشه في الأرض، متجها إلى الغرب، حتى وصل للمكان الذي تبدو فيه الشمس كأنها تغيب من وراءه. وربما يكون هذا المكان هو شاطئ المحيط الأطلسي، حيث كان يظن الناس ألا يابسة وراءه. فألهمه الله – أو أوحى إليه- أنه مالك أمر القوم الذين يسكنون هذه الديار، فإما أن يعذهم أو أن يحسن إليهم.

فرأى ذو القرنين أن يعاقب المعتدين الظالمين في الدنيا، ثم حسابهم على الله يوم القيامة. أما من آمن، فسيكرمه ويحسن إليه.

وبعد أن انتهى ذو القرنين من أمر الغرب، توجه للشرق. فوصل لأول منطقة تطلع عليها الشمس. وكانت أرضًا مكشوفة لا أشجار فيها ولا مرتفات تحجب الشمس عن أهلها. فحكم ذو القرنين في المشرق بنفس حكمه في المغرب، ثم انطلق حتى وصل إلى قوم يعيشون بين جبلين أو سدّين بينهما فجوة، فلما وجدوه ملكا قويًا طلبوا منه أن يساعدهم في صد يأجوج ومأجوج بأن يبني لهم سدا لهذه الفجوة، مقابل خراج من المال يدفعونه له، فوافق ذو القرنين على بناء السد، لكنه زهد في مالهم، واكتفى بطلب مساعدتهم في العمل على بناء السد وردم الفجوة بين الجبلين.

استخدم ذو القرنين وسيلة هندسية مميزة لبناء السّد. فقام أولا بجمع قطع الحديد ووضعها في الفتحة حتى تساوى الركام مع قمتي الجبلين. ثم أوقد النار على الحديد، وسكب عليه نحاسا مذابا ليلتحم وتشتد صلابته. فسدّت الفجوة، وانقطع الطريق على يأجوج ومأجوج، فلم يتمكنوا من هدم السّد ولا تسوّره. وأمن القوم الضعفاء من شرّهم.

بعد أن انتهى ذو القرنين، نظر للسّد، وحمد الله على نعمته، وردّ الفضل والتوفيق في هذا العمل لله سبحانه وتعالى، فلم تأخذه العزة، ولم يسكن الغرور قلبه.

فيأجوج ومأجوج قوم مفسدون في الأرض استغاث جيرانهم منهم، وطلبوا من ذي القرنين مساعدتهم في عزلهم عنهم، فاستجاب لهم بما ذكرنا، ومن علامات يوم القيامة أن يفتح عليهم السد ويخرجون من عزلتهم ويسعون في الأرض فسادًا.

وقد ورد ذكر يأجوج ومأجوج في القرآن في موضع آخر، قال تعالى : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِنْ دُونِهِمَا قَوْمًا لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلًا * قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَنْ تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا * قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا * آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انْفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا * فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا * قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِنْ رَبِّي فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاءَ وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا) .

وفي موضع أخير، قال سبحانه: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ * وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ فَإِذَا هِيَ شَاخِصَةٌ أَبْصَارُ الَّذِينَ كَفَرُوا يَا وَيْلَنَا قَدْ كُنَّا فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا بَلْ كُنَّا ظَالِمِينَ) . فهذه هي المواضع التي تحدثت عن يأجوج ومأجوج في القرآن، وفيها إشارة واضحة لخروجهم، وأن هذا الخروج من علامات يوم القيامة.

إيران كجزء من مخطط نبوئي إلهي

ترى المسيحية الإنجيلية - بحسب الأزهر- أن "فارس"، المذكورة في النص التوراتي، تمثل إيران المعاصرة، وتعتبرها رأس الحربة في التحالف المعادي للكيان الصهيوني.

وفي هذا التصور، لا يُنظر إلى إيران بوصفها مجرد خصم سياسي أو تهديد نووي -كما يزعمون، بل كجزء من مخطط نبوئي إلهي يتجه بالعالم نحو مرحلة نهاية الأزمنة. وتستند هذه القراءة إلى قناعة لاهوتية بأن قيام الكيان الصهيوني عام 1948، كان بداية تحقيق النبوءات التوراتية، وأن أي تهديد وجودي له يدخل ضمن أحداث "المعركة الأخيرة" التي ستسبق المجيء الثاني للمسيح.

يتجسد هذا الخطاب بقوة في الإعلام المسيحي الصهيوني الأمريكي الذي يبثّ برامج ومقالات تحلل كل تصعيد عسكري أو توتر سياسي مع إيران في ضوء هذه النبوءات، مما يساهم في تشكيل الرأي العام الأمريكي المحافظ الداعم بقوة للسياسات الصهيونية. كما يؤثر هذا التوجه على صناع القرار في الولايات المتحدة، الذين يرون في دعم الصهاينة واجبًا دينيًا وأخلاقيًا إلى جانب كونه تحالفًا استراتيجيًا.

استغلال النبوءات لتبرير العدوان

بدوره حذر مرصد الأزهر المجتمع الدولي من استمراره في التغاضي عن ممارسات الاحـتلال اللا إنسانية في قطاع غزة، التي يستخدم فيها التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين العُزّل. كما يطالب بالوقف الفوري لسياسة الاستهداف المباشر والقـ.تل الممنهج للجوعى خلال محاولتهم الحصول على طعام، مؤكدًا على ضرورة إدخال المساعدات الإنسانية (غير المشروطة) لقطاع غزة باعتباره حقًّا إنسانيًّا نصت عليه العهود والمواثيق الدولية.

تم نسخ الرابط