الكنيسة تودع القمص جورجيوس بشارة شقيق الأنبا باخوميوس بعد رحلة كهنوتية 47 عام

ودّعت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أحد أبنائها المكرّسين، الأب المبارك القمص جورجيوس بشارة، كاهن كنيسة الشهيد العظيم أبي سيفين بالبلكية - معصرة ملوي، الذي توفى، عن عمر ناهز 72 عامًا، وبعد خدمة كهنوتية امتدت نحو 47 عامًا من العطاء الروحي والرعوي.
ويُعد القمص جورجيوس بشارة من الآباء الكهنة البارزين الذين تميزوا بالهدوء والاتزان والمحبة العميقة، وهو الشقيق الأصغر لنيافة الأنبا باخوميوس، أسقف ورئيس دير القديس مكاريوس السكندري بجبل القلالي، أحد أعمدة المجمع المقدس وصاحب التاريخ الطويل في خدمة الكنيسة والرهبنة والتعليم.
مسيرة روحية حافلة
وُلد الأب المتنيح في مدينة ملوي بمحافظة المنيا في 25 سبتمبر 1953، ونشأ في بيت كنسي أصيل، مما كان له بالغ الأثر في تكوين شخصيته الروحية. التحق بالكلية الإكليريكية التابعة للأنبا رويس بالقاهرة، وتخرج منها حاصلاً على بكالوريوس اللاهوت، وبدأ خدمته الكنسية في القاهرة وتحديدًا بمنطقة الشرابية، ثم انتقل للخدمة في مدينة الإسماعيلية قبل أن يُسيم كاهنًا على إيبارشية ملوي.
نال سر الكهنوت على يد مثلث الرحمات الأنبا بيمن أسقف ملوي يوم 23 يوليو عام 1978، وبرز منذ بداية خدمته في رعاية الشعب بمحبة وأمانة. وتكللت خدمته بجهود عظيمة في بناء كنيسة الشهيد أبي سيفين بالبلكية، والتي حصلت على قرار جمهوري رسمي بالبناء عام 1986، واستمر في تطويرها وخدمتها بروح التفاني.
وفي 21 نوفمبر 2004، نال رتبة القمصية بيد نيافة الأنبا ديمتريوس، مطران ملوي وأنصنا والأشمونين، تكريمًا لمسيرته الطويلة في خدمة النفوس، ومحبته المخلصة لشعبه.
وداع كنسي مهيب
أُقيمت صلوات الجناز على جثمانه الطاهر في الكنيسة المرقسية بملوي، بحضور نيافة الأنبا ديمتريوس، ومجمع كهنة الإيبارشية، وحشد من الشعب الذي جاء ليودعه بالدموع والصلوات، مُعبّرًا عن وفائه للأب الذي أعطى نفسه من أجل كنيسته.
إرث من المحبة والخدمة
تميّز القمص جورجيوس بشارة بروحه الأبوية، حيث كان قريبًا من شعبه، محبًا لكل أبنائه الروحيين، ومحبوبًا من زملائه الكهنة، الذين اعتبروه مثالًا في التواضع والتفاني والبساطة. ظلّ يخدم حتى الأيام الأخيرة من عمره دون كلل، واضعًا نصب عينيه الوصية الإنجيلية: "الرعاة الصالحون يبذلون أنفسهم عن الخراف".
برحيله، فقدت إيبارشية ملوي والأشمونين أبًا وراعيًا، بينما تستمر ذكراه العطرة شاهدًا على حياة مكرسة في خدمة الله والكنيسة.