البابا تواضروس: الكنيسة ركيزة وحدة وطنية وجسر مع الجاليات بالخارج

استقبل البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الاثنين، عددًا من السفراء المصريين الجدد المعينين حديثًا ضمن الحركة الدبلوماسية الجديدة، وذلك في المقر البابوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، في لقاء حمل أجواءً وطنية دافئة وروحًا من التعاون والتشارك.
وشملت قائمة السفراء الجدد الذين حضروا اللقاء ممثلي مصر في كل من سلطنة عُمان، السويد، الدنمارك، روسيا، المملكة المتحدة، فرنسا، ڤيتنام، كينيا، الأردن، أرمينيا، بالإضافة إلى عدد من ممثلي البعثات الدائمة والقنصلية المصرية لدى الأمم المتحدة في نيويورك، والقنصليتين العامتين في الرياض وإيلات.
تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية
في كلمته، قدم البابا تواضروس عرضًا موجزًا عن تاريخ الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، مؤكدًا أنها أقدم مؤسسة في مصر، تأسست في منتصف القرن الأول الميلادي على يد القديس مار مرقس الرسول. وأشار إلى الدور الحيوي للكنيسة في دعم المجتمع من خلال مؤسساتها التعليمية والصحية والاجتماعية، إلى جانب دورها الروحي.
كما أكد البابا تواضروس الثاني على الانتشار العالمي للكنيسة القبطية، التي تضم أكثر من ٣٨ مطرانًا وأسقفًا يخدمون في أكثر من 100 دولة حول العالم، مقدّمة الرعاية الروحية لأبناء الجاليات القبطية في المهجر، بالإضافة إلى مساهمتها في تعزيز صورة مصر الحضارية على الساحة الدولية من خلال أنشطتها الثقافية والخدمية.
مبادرة "HIGH"
وأشار البابا إلى مبادرة "HIGH" التي أطلقتها الكنيسة مؤخرًا، والتي تهدف إلى تشجيع شباب المهجر على زيارة مصر والمشاركة في برامج روحية وثقافية واجتماعية بالتعاون مع مؤسسات الدولة، لتعزيز ارتباطهم بجذورهم وهويتهم الوطنية.
ونوّه البابا تواضروس الثاني إلى أن الكنيسة لا تمارس أي نشاط سياسي، بل تقوم بدور وطني مسؤول يسعى لدعم الدولة وتعزيز الوحدة الوطنية، التي تمثل أحد الثوابت الأساسية التي تؤمن بها الكنيسة وتسعى لترسيخها داخليًا وخارجيًا.
دعم مصالح مصر الخارجية
من جانبه، نقل السفير ياسر شعبان، ممثل وزارة الخارجية، تحيات وزير الخارجية سامح شكري، معبرًا عن شكر الوزارة لقداسة البابا على جهوده المستمرة في خدمة الجاليات المصرية بالخارج، مؤكداً أن التعاون بين الكنيسة والمؤسسات الدبلوماسية يسهم بفعالية في دعم مصالح مصر الخارجية.
وشدد السفراء الجدد على أهمية التنسيق والتكامل المستمر بين المؤسسات الدينية والدبلوماسية، خصوصًا في ما يتعلق بصورة مصر في المحافل الدولية، وملفات حقوق الإنسان، والتنوع الديني، والحوار بين الثقافات.
وفي ختام اللقاء، بارك البابا تواضروس الثاني للسفراء الجدد مهمتهم الوطنية، معربًا عن ثقته بأنهم سيكونون سفراء للوطن والضمير المصري، يساهمون في تعزيز العلاقات الثنائية لمصر مع دول العالم، وفتح آفاق جديدة من التعاون المبني على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.