عاجل

"في حضرة الأولياء".. حكاية 14 ولي اسمهم محمد داخل غرفة صوفية بالإسكندرية

حكاية ضريح المحمدات
حكاية ضريح المحمدات بالإسكندرية

في أزقة حي بحري العريق بالإسكندرية، وتحديدًا داخل ميدان المساجد الذي يحتضن أضرحة أعلام التصوف الإسلامي، يكمن مكان صغيرة قد لا تلفت الانتباه من الوهلة الأولى، لكنها تخفي خلف جدرانها واحدة من أكثر القصص الإنسانية والروحية إثارة للدهشة.
في تلك الحجرة، يرقد أربعة عشر شيخًا، اسمهم محمد، ليسوا من الأولياء المعروفين، لكنهم تلاميذ أوفياء اختاروا أن تكون نهايتهم إلى جوار مشايخهم الذين أحبّوهم وعاشوا في ظلهم. إنها حكاية عن الوفاء، والانتماء الروحي، والعشق الصوفي الذي تجاوز حدود الحياة إلى ما بعدها.

 

غرفة واحدة.. 14 شباكًا و14 قصة عشق روحي

داخل هذه الحجرة، يوجد 14 ضريح بأسم محمد، ولهم 15  نافذة صغيرة، نُقش على كل واحدة منها اسم أحد الشيوخ المدفونين بالداخل، وجميعهم من أتباع وتلاميذ كبار أولياء الإسكندرية؛ وعلى رأسهم القطب الصوفي المرسي أبو العباس، ورفيقيه سيدي ياقوت العرش والإمام البوصيري.

لم يكن الشيوخ المدفونون مجرد زوار أو مريدين عابرين، بل اختاروا الهجرة من بلادهم والعيش في جوار مشايخهم، حتى يكونوا أقرب إليهم حيًا وميتًا، متأثرين بالفكر الصوفي الذي يرى في صحبة الشيخ طريقًا للصفاء والوصول.

عادة صوفية: من يُدفن هنا يُسمّى "محمد"

ومن أغرب ما يُروى عن هذه الأضرحة، كما يقول الشيخ محمد فوده ، وكيل مشيخه الطرق الصوفيه،  أن كل من يُدفن فيها يُطلق عليه اسم "محمد"، حتى وإن لم يكن ذلك اسمه الحقيقي. ويعود ذلك إلى عادة متوارثة بين المتصوفة، تيمنًا بالنبي الكريم صلي الله علية وسلم ، وتأكيدًا على الارتباط الروحي برسول الله كأعلى نموذج للمحبة والتقوى.

 

علاقة روحية بالأولياء والتلاميذ

ويري الشيخ محمد فوده وكيل مشيخه الطرق الصوفية ، أن وجود مجموعة تلاميذ مدفونين بجوار مشايخهم بهذا الشكل النادر، يعبّر عن مدى قوة العلاقة الروحية التي كانت تربط المريد بشيخه، وهو من أبرز ملامح السلوك الصوفي الأصيل، وهما باتوا من أولياء الله الصالحين 

لافتا ان ميدان المساجد" يُعد من أقدم المناطق الدينية في مدينة الإسكندرية، ويضم بين جنباته أضرحة ومقامات من القرن السابع الهجري، ويجذب الزوار

والمتصوفة من مختلف أنحاء مصر والعالم الإسلامي، خصوصًا في المناسبات الدينية والموالد.

الشيوخ المدفونون.. تلاميذ المحبة

تضم الحجرة أسماء شيوخ من أصول مختلفة، بينهم من جاء من المغرب أو اليمن أو صعيد مصر، وجمعهم هدف واحد: المجاورة الروحية لمعلميهم. ومن بين هؤلاء:

الشيخ محمد بركة (توفي عام 1398 هـ)

الشيخ محمد غريب اليمني ابن وكيع الشهير بأبي نواتير

الشيخ محمد الغريب

الشيخ محمد الشريف المغربي

الشيخ محمد أبو وردة

الشيخ يوسف الجعراني

الشيخ محمد الشريف

الشيخ محمد الطرودي

الشيخ محمد الحلواني

الشيخ محمد إجابة

الشيخ محمد صلاح الدين

الشيخ محمد مسعود

الشيخ محمد المنقعي

 

 

تم نسخ الرابط