مدخل الإسكندرية يأوي تجار المخدرات.. كوبري 21 تحول لأزمة في غياب المسؤولين

رغم كونه أحد أهم مداخل مدينة الإسكندرية من ناحية الساحل الشمالي، أصبح كوبري الكيلو 21 بالعجمي صداع في رأس المسئولين وحديث الأهالي والمسافرين، ليس بسبب جمال التصميم أو الانسيابية، بل بسبب الاختناق المرورية اسفله و ما يحدث من مخالفات وانفلات إداري وأمني، رغم أن تاريخ انشائه لا يتعدي سنوات قليلة للغاية .
وكان من المفترض أن يحل هذا الكوبري أزمة منطقة الكيلو 21 ومدخل شاطئ النخيل، ويعمل علي انسياب الحركة المرورية كما أعلن وقتها ، ولكن كانت المفاجأة هو أن الكوبري اتجاه واحد للقادم من العجمي للساحل، مع وجود تفرعات للقادم من الصحراوي للساحل، وهو ما خلق ازمة مرورية شديده عند تنفيذه ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل امتد لانشاء كافتيريات ومحلات أدت الي توقف الحركة المرورية تماما مع وجود مواقف عشوائية و مدمني المخدرات .
اعتراضات رئيس حي العجمي
قبل انشاء الكوبري اعترض السيد موسي، رئيس حي العجمي وقتها، علي فكرة انشاء كوبري اتجاه واحد، مؤكدا أن هذا يزيد من حده الأزمة المرورية ويخلق بؤر عشوائية وتجمعات غير قانونية، وأنه قام بحل مؤقت بتوسعه الطريق عن طريق تقليص الجزيرة الوسطي والرصيف والعمل علي منع الاشغالات بوجود نقطه دائمه هناك، مع تحريك قيادة المرور المتواجده لأداء عملها.
وشدد علي أن انشاء الكوبري لن يحل الأزمة يل يزيدها تعقيدا، و يجب عدم انشائه بهذا المشهد، إلا أن طلبه قوبل بالرفض من جانب وزارة النقل الجهه المسئوله عن الانشاء و كذلك من الجهه المنفذه، و طلب محافظ الإسكندرية وقتها اللواء محمد الشريف من رئيس الحي عدم التدخل .






سوق عشوائي وآزمه حقيقة
مع انشاء الكوبري تحقق كلام رئيس حي العجمي، و باتت ازمة حقيقة بلا حل، ونزل وزير النقل أكثر من مرة لإيجاد حل بلا جدوي و كذلك رئيس لجنه الإدارة المحلية بمجلس النواب أحمد السجيني و الأمر يتعقد أكثر خاصة مع انشاء محلات وكافتيريات اسفله و أهلها فاضي تماما .
"كأنك داخل سوق عشوائي".. هكذا وصف أحد سائقي سيارات الأجرة حالة الفوضى أسفل الكوبري،محال مخالفة، كافيتيريات بلا تراخيص، تجمعات للميكروباصات خارج الإطار التنظيمي، مما أدى إلى اختناقات مرورية متكررة خاصة في أوقات الذروة.
تعاطي مخدرات وبلطجه
بعض السكان أكدوا وجود ممارسات مشبوهة في ساعات الليل، بينها تعاطي المواد المخدرة، وهو ما نفته لاحقًا جهات أمنية رسمية، موضحة أن التكدّس سببه الأساسي هو "الإدارة العشوائية للموقف أسفل الكوبري".
أم محمد - من سكان المنطقة:بقينا نخاف ننزل من بيوتنا بالليل.. الكوبري ده بقى وكر للميكروباص والمخالفات، غير الزبالة والإزعاج".
أحمد.ص - سائق:"فيه ناس بتجمع إتاوات تحت الكوبري وتدّعي إنها مسؤولة.. لا في ترخيص ولا تنظيم ولا رقابة من المرور".
من جانبه قال مسؤول أمني - (رفض ذكر اسمه):"لا توجد بؤر مخدرات كما يُشاع، لكن هناك تجاوزات تجارية ومواقف غير مرخصة، ونتعامل معها بشكل يومي".
تدخل حكومي.. وقرارات حاسمة:
ردًا على تصاعد الأزمة، قام محافظ الإسكندرية الفريق أحمد خالد بجولة ميدانية مفاجئة للكوبري، أسفرت عن قرارات حاسمة:
غلق جميع الكافتيريات والمحلات المخالفة. إزالة الموقف العشوائي وتكليف المرور بتنظيم خط السير ضبط المخالفين، وشن حملات متواصلة شاركت فيها الأجهزة الأمنية.،توسعة الجراج الرئيسي لتخفيف الزحام.
وأسفرت إحدى الحملات عن ضبط 161 قضية متنوعة في أسبوع واحد فقط،ولكن سرعان ما يعود كل شئ كما كان
الخبراء غياب التخطبط
الدكتور شريف الدمرداش – خبير تخطيط عمراني، أكد ان ما يحدث أسفل الكوبري يعكس غياب التخطيط في استغلال المساحات الحضرية، وتحويلها لبؤر تضر بالصورة العامة للمدينة"، مؤكدا انالمشكلة ليست فقط في المخالف، بل في من سمح له بالاستمرار كل هذه السنوات دون تدخل رادع"
أزمة كوبري الكيلو 21 لم تكن وليدة اليوم، بل كان يمكن تداركها قبل إنشاء الكوبري الذي لم يكمل عده سنوات. وهو شاهد عيان علس غياب التخطيط والتقاعس عن الرقابة. ورغم أن المحافظ بدأ خطوات جادة، إلا أن استمرار الانضباط يتطلب رقابة مستمرة، وعقوبات رادعة، وتخطيطًا عمرانيًا مستقبليًا يمنع تكرار الأزمة.