الأقصر: مشروع قومي لإحياء مدينة إسنا «تاريخيًا وسياحيًا»

تعد مدينة إسنا من المدن التاريخية العريقة ذات الأهمية سياحية والأثرية كبيرة، وهي تقع جنوبي الأقصر في صعيد مصر، وهي ملتقى للحضارات، حيث تضم آثارًا متنوعة تعود لعصور مصرية قديمة ورومانية وإسلامية، مما يجعلها بانوراما تراثية فريدة، وأطلقت الدولة المصرية مشروعًا قوميًا لإحياء المدينة، يهدف لخدمة المواطنين وتنشيط الحركة السياحية في المدينة.
انطلاق مشروع تطوير كورنيش النيل بمدينة إسنا
وشهدت مدينة إسنا جنوب محافظة الأقصر بدء العمل في مشروع تطوير كورنيش النيل والممشى السياحي السفلي بطول 550 مترًا، حيث بدأ المهندسون والعمال المرحلة الأولى من هذا المشروع الحيوي، التي تركز على الارتقاء بالواجهة المائية للمدينة، وتشمل هذه المرحلة تطوير الممشى السياحي السفلي، وإضافة البرجولات، وتطوير الممشى السياحي العلوي مع توسيعه، ويجري حاليًا الإعداد للمرحلة الثانية من المشروع، بعد الانتهاء من إعداد الرسومات والتصميمات اللازمة.

رؤية شاملة لتطوير كورنيش إسنا
يهدف المخطط الشامل لتطوير كورنيش النيل في إسنا إلى جعله أحد أهم المزارات السياحية ووضعه على خريطة السياحة العالمية، تتضمن الأعمال الجارية تطوير وتجميل الكورنيش، ورفع كفاءة الإنارة به.
ويمتد نطاق التطوير ليشمل المسافة من المجلس القديم حتى الإدارة الصحية، ومن قناطر إسنا القديمة حتى حديقة الخالدين، وكذلك المسافة بين الإدارة الصحية وكوبري نجع الشيخ فضيل، مرورًا بالسجل المدني الجديد. كل هذا بهدف تحويل الكورنيش إلى ممشى ومتنفس عالمي للمواطنين والسائحين على حد سواء.
مدينة إسنا
الأهمية التاريخية والأثرية
عرفت إسنا في العصور المصرية القديمة باسم "سني"، وأطلق عليها اليونانيون اسم "لاتوبوليس" نسبةً إلى سمك اللاتس (القشر) الذي كان يُعبد فيها. كانت إسنا عاصمة الإقليم الثالث في الصعيد، وشهدت ازدهارًا كبيرًا على مر العصور، وتضم عدد من الآثار الهامة.
معبد خنوم
يُعد معبد الإله خنوم هو الجوهرة الأثرية لإسنا. هذا المعبد البطلمي الروماني، الذي بُني على أطلال معبد أقدم يعود لعصر الأسرة الثامنة عشرة، يقع على مستوى منخفض (حوالي 9-10 أمتار) تحت سطح الشوارع الحديثة المحيطة به. يتميز المعبد بقاعة الأساطين البديعة التي تضم 24 عمودًا، ونقوشه الداخلية الغنية التي تصور جوانب من الديانة والعقيدة القديمة، مثل نصوص خلق العالم، وأعياد الإله خنوم، ومناظر فلكية وسحرية. استمر بناء وزخرفة هذا المعبد على فترات منفصلة لأكثر من 400 عام.
وكالة الجداوي
تُعد وكالة الجداوي التاريخية، التي يعود تاريخها إلى عام 1792، مثالاً رائعًا للعمارة الإسلامية والتجارية. بعد ترميمها، أصبحت مفتوحة للزوار وتشكل جزءًا من المشهد الأثري المتكامل للمدينة.
المئذنة العمرية
من المعالم الإسلامية البارزة في إسنا، وهي جزء من مسجد العمري، وهو أقدم مسجد بُني في المدينة.
الأديرة القديمة
تضم إسنا أيضًا أديرة قبطية عريقة مثل دير القديس متاؤس الفاخوري ودير الشهداء.
قناطر إسنا
تُعتبر قناطر إسنا القديمة والجديدة، بجانب دورها الحيوي في تنظيم مياه النيل والري، معالم هندسية تُضيف إلى جاذبية المدينة.
الأهمية السياحية
تكتسب إسنا أهمية سياحية متزايدة لموقعها الاستراتيجي على نهر النيل، مما يجعلها نقطة توقف رئيسية للرحلات النيلية بين الأقصر وأسوان. يمكن للسياح الاستمتاع بزيارة معبد خنوم، والتجول في السوق السياحي النشط الذي يربط كورنيش النيل بوسط المدينة، والذي يعكس الطابع التجاري التاريخي لإسنا كملتقى للقوافل.
تشهد المدينة حاليًا مشروعات تطوير واسعة النطاق، مثل مشروع تطوير كورنيش النيل والممشى السياحي، بهدف تعزيز بنيتها التحتية السياحية وجعلها وجهة عالمية متكاملة