مصطفى ثابت: المجالس العلمية والمناظرات ساهمت في تشكيل الحضارة الإسلامية

أكد الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، أن المجالس العلمية والمناظرات كانت من الركائز الأساسية التي ساهمت في تشكيل الحضارة الإسلامية. 

وخلال حديثه في برنامج "حضارة" المذاع على قناة الناس، استعرض مثالاً على ذلك من خلال مناظرة مشهورة بين الإمام سيبويه والإمام الكسائي، التي تعد أحد أبرز المناظرات النحوية في تاريخ الإسلام.

أهمية المناظرات والفكر الإسلامي

أوضح الشيخ مصطفى ثابت أن المناظرة بين سيبويه والكسائي لم تكن مجرد نزاع علمي، بل كانت نموذجًا للاهتمام بالعلم ودقة اللغة. فقد اعتمد العالمان في حسم خلافاتهما على العرب الفصحاء، مما يعكس التزام العلماء بالدقة والفهم العميق للغة.

المجالس العلمية وتقاليد الحضارة

أشار إلى أن المجالس العلمية والمناظرات كانت جزءًا لا يتجزأ من تقاليد الحضارة الإسلامية، حيث كانت تُعقد في قصور الخلفاء، بيوت العلماء، وفي أماكن مثل دور الوراقين التي كانت تعتبر مراكز لحفظ ونقل العلم.

المكتبات الإسلامية

كما تحدث الشيخ مصطفى عن دور المكتبات في العصر الإسلامي، مشيرًا إلى أنه في وقت كانت فيه الطباعة غير موجودة، كانت المكتبات العامة والخاصة توفر فرص الاطلاع على العلوم للجميع. وأشار إلى مكتبة الخلفاء الفاطميين في القاهرة كمثال على المكتبات العظيمة التي كانت تضم آلاف الكتب في مختلف العلوم.

مكتبة الإسكندرية الحديثة

اختتم حديثه بالثناء على مكتبة الإسكندرية الحديثة، التي تُعد من أكبر المكتبات في العالم، داعيًا الجميع إلى زيارتها والمساهمة في تعزيز حركة البحث العلمي والحفاظ على إرث الحضارة الإسلامية.

أكد الشيخ مصطفى ثابت، الداعية الإسلامي، على المكانة العظيمة للغة العربية في بناء الحضارة الإسلامية وحفظ الهوية الإسلامية، مستشهدا بحكاية تاريخية من القرن الثالث الهجري، حيث روى الإمام أبو بكر بن مجاهد لقاءه مع الإمام اللغوي الشهير ثعلب، الذي كان مهمومًا بشأن مصيره في الآخرة، معتقدًا أن اشتغاله بعلم النحو قد لا يكون له ذات الفضل كعلماء الفقه والحديث. إلا أن النبي ﷺ جاء في رؤية لابن مجاهد، وأوصاه بأن يبلغ ثعلب سلامه، مؤكدًا له أنه "صاحب العلم المستطيل"، في إشارة إلى أن اللغة هي الأساس الذي تقوم عليه كل العلوم الأخرى.