سلوى محمد علي: "الممثل ليس قدوة.. والفن ليس رسالة"

في تصريحات أثارت تفاعلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، أكدت الفنانة سلوى محمد علي أن "الفنان ليس قدوة، والفن ليس رسالة"، معتبرة أن الممثل يؤدي أدواراً فقط، دون أن يتحمل عبء التوجيه الأخلاقي أو المجتمعي، جاءت هذه التصريحات خلال لقائها مع برنامج "واحد من الناس" على قناة "الحياة".
وأضافت سلوى محمد علي بلهجة حاسمة: "أنا مش قدوة، أنا ممثلة بقدم دوري زي ما المفروض يتقدم. الشخصية اللي بلعبها ممكن تكون شريرة، ممكن تكون فيها عيوب، وأنا بنفذها بحرفية، مش بغرض التأثير القيمي".
الفن في عيون سلوى
رغم رفضها لفكرة "الفن كرسالة"، أكدت الفنانة سلوى محمد علي أن الفن قادر على تقديم الجمال والمشاعر الإنسانية، قائلة: "الفن بيقدم الإنسانيات والعواطف النبيلة، وبيعكس الواقع بطريقة راقية"، مشددًا على أن السينما المصرية ما زالت "نظيفة"، على حد وصفها، حيث أشارت إلى أن "في السنين الأخيرة مفيش مشاهد إغراء".
يُفهم من كلامها أنها تفرق بين "القيمة الجمالية والإنسانية للفن" وبين "تحميل الفنان مسؤولية التوجيه"، وهو ما يفتح باب النقاش حول دور الفن في المجتمع وحدود حرية التعبير.
رؤية فرعونية
في جانب آخر من اللقاء، أعربت سلوى محمد علي عن سعادتها بالتشابه بينها وبين ملامح الملك الفرعوني إخناتون، قائلة: "في ناس كتير بتقولي عندك ملامح إخناتون، وده شيء يسعدني جدًا"؛ إلا أنها رفضت فكرة أداء دور الملكة حتشبسوت في أي عمل درامي، موضحة: "أرفض الدور بسبب عامل السن، مش مناسب ليا حاليًا".
تصريحات سلوى محمد علي لاقت تبايناً في الآراء. فبينما أيّد البعض فكرتها بأن الممثل لا يجب أن يتحمل عبء القدوة، رأى آخرون أن الفن كان عبر العصور وسيلة لبناء الوعي المجتمعي، وأن الفنان يُنظر إليه بطبيعة الحال كواجهة ثقافية.

المشهد الفني المصري
وفي ظل هذا الجدل، تبقى مسألة "دور الفنان" موضوعاً حيوياً في المشهد الفني المصري والعربي، وسط تغيرات اجتماعية وثقافية متسارعة.
تثير تصريحات سلوى محمد علي علي تساؤلاً مشروعاً: هل يُطلب من الفنان أن يكون قدوة، أم يكفي أن يكون مبدعاً؟ وبينما تؤمن سلوى بدور الفن في التعبير عن العاطفة والجمال، ترفض تحميله عبء الرسالة، في رؤية مثيرة للجدل تعكس تعددية المفاهيم داخل الوسط الفني.