عاجل

محمد شادي: ترامب سيجد نفسه مضطرًا للرد إذا تكبدت أمريكا خسائر بالخليج

الرئيس الأمريكي
الرئيس الأمريكي

في مداخلة هاتفية ضمن برنامج "مع خيري"، المذاع على قناة المحور الفضائية، قال الدكتور محمد شادي، عضو مركز الحبتور للأبحاث في القاهرة، إن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب سيصبح "محصورًا في خيار الرد العسكري" إذا تكبدت الولايات المتحدة خسائر بشرية أو مادية نتيجة الضربة الإيرانية الأخيرة التي استهدفت قواعد أمريكية في الخليج.

أجندة قومية وضغط داخلي 

وأوضح محمد شادي أن شخصية دونالد ترامب السياسية وخطابه القومي القائم على شعار "جعل أمريكا عظيمة مجددًا" لا تسمح له بقبول أي هزة لصورة الولايات المتحدة، قائلاً محمد شادي: "الرئيس ترامب لديه أجندة وطنية صارمة، وخطاب سياسي يُروّج لأمريكا كقوة عظمى لا تهتز، وبالتالي لن يتقبل أي نوع من أنواع الخسائر أو الشوائب في صورة الولايات المتحدة أمام العالم."

وأشار محمد شادي إلى أن دونالد ترامب دائمًا ما يسعى إلى تقديم نفسه على أنه "الرجل القوي" القادر على الحفاظ على هيبة بلاده واستعادة هيمنتها العالمية، وهو ما يجعله في موقف يُلزمه بالرد العسكري حال وقوع أي خسائر مؤثرة.

معضلة الرد .. والتكلفة العسكرية

أضاف محمد شادي أن الموقف الذي قد يُجبر ترامب على الرد لا ينبع فقط من ضغوط الخارج، بل من الرأي العام الأمريكي أيضًا، خاصة أن الخطاب الشعبوي الذي يتبناه يعتمد على استعراض القوة والحسم. 

وتابع محمد شادي: "أي تهاون أو تقاعس في الرد قد يُفسَّر داخليًا على أنه ضعف، وهو أمر يتنافى مع الصورة التي يروجها ترامب لنفسه، سواء داخل الولايات المتحدة أو في المحافل الدولية."

وحذّر محمد شادي من أن "رد الفعل الأمريكي قد لا يكون محسوبًا بدقة إذا طغت عليه دوافع سياسية داخلية، وليس تقديرات عسكرية استراتيجية متزنة"

سيناريوهات ما بعد الضربة 

وفقًا لـ محمد شادي، فإن السيناريوهات المقبلة تعتمد على حجم الخسائر الأمريكية التي ستُكشف نتائجها خلال الساعات القادمة، أنه إذا كانت الخسائر جسيمة، فإن الرد سيكون شبه حتمي، مما سيدفع المنطقة نحو مزيد من التصعيد العسكري.

وواصل محمد شادي: "أما إذا لم تسفر الضربة الإيرانية عن خسائر كبيرة، فقد تلجأ واشنطن إلى احتواء الموقف دبلوماسيًا دون انخراط فوري في مواجهة مباشرة، على أن تكتفي بإجراءات رمزية للردع أو العقوبات".

ضرورة التوازن في القرار 

أكّد الدكتور محمد شادي أن اتخاذ القرار في واشنطن يجب أن يراعي التوازن بين ضرورات الرد لحماية هيبة الدولة، وتفادي الانزلاق في حرب واسعة النطاق قد تجر المنطقة بأكملها إلى حالة من عدم الاستقرار المزمن.

وأضاف محمد شادي: "المعادلة معقدة، والرد الأمريكي لا يجب أن يكون مجرد رد فعل لحظي، بل ضمن استراتيجية طويلة الأمد تأخذ في الاعتبار المصالح الأمريكية في المنطقة وتحالفاتها الدولية."

الخليج في عين العاصفة

أنهى الدكتور محمد شادي مداخلته بالتشديد على أن منطقة الخليج دخلت مرحلة خطرة من التوتر، ولفت إلى أن ما يحدث اليوم هو انعكاس لتحولات عميقة في ميزان القوى الإقليمي والدولي، قائلاً: "نحن أمام لحظة حرجة، والقرارات القادمة في واشنطن وطهران ستُحدد ما إذا كنا متجهين نحو التهدئة أم إلى مواجهة مباشرة مفتوحة على كل الاحتمالات."

تم نسخ الرابط