عاجل

خبير استراتيجي: هجوم إيران على قاعدة "العديد" رد محسوب

 الدكتور محمد مجاهد
الدكتور محمد مجاهد الزيات

أكد الدكتور محمد مجاهد الزيات، مستشار أكاديمي بالمركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية، أن استهداف إيران لقاعدة "العديد" الأمريكية في قطر، جاءت كرد محسوب على الهجوم الأمريكي الأخير على المنشآت النووية الإيرانية، دون نية للتصعيد أو تجاوز الخطوط الحمراء.

بيان الحرس الثوري الإيراني

وقال الزيات، خلال مداخلة هاتفية مع برنامج "كلمة أخيرة" على شاشة ON، إن بيان الحرس الثوري الإيراني أوضح أن عدد الصواريخ التي أُطلقت على القاعدة يعادل عدد القنابل التي ألقتها الولايات المتحدة على إيران، في رسالة مفادها "لقد انتهينا من الرد"، لاسيما وأن القاعدة تم إخلاؤها منذ أربعة أيام.

وأضاف أن إيران استخدمت صواريخ غير فرط صوتية وليست من الطراز الباليستي المتقدم، وهو ما سمح لقطر بالتصدي لها بسهولة، ما يشير – وفق تعبيره، إلى أن العملية كانت رمزية ومدروسة لتفادي وقوع خسائر كبيرة قد تدفع واشنطن إلى الرد المباشر.

وأوضح الزيات أن عدم سقوط ضحايا أمريكيين داخل القاعدة جعل الضربة لا تشكل تجاوزًا للخط الأحمر الذي وضعته الإدارة الأمريكية، كما أن بيان البيت الأبيض أشار إلى استعداد الرئيس الأمريكي للتحرك عسكريًا "إذا لزم الأمر"، مما يعكس أن الرد الإيراني لم يُعتبر تصعيدًا يتطلب ردًا فوريًا.

وبشأن ما أُثير حول علم الولايات المتحدة وقطر المسبق بالهجوم، أشار "الزيات" إلى أن الأمر لا يُفترض أن يُفهم في إطار "نظرية المؤامرة"، لكن هناك إشارات دبلوماسية قد تكون وصلت عبر وسطاء مثل روسيا، خصوصًا بعد زيارة نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى موسكو ولقائه بالرئيس بوتين، مرجحًا أن تكون تلك اللقاءات قد حملت رسائل غير مباشرة بشأن نية طهران توجيه ضربة محسوبة.

واشنطن تدرك أنها لم تقضِ بالكامل

واستطرد الزيات: "واشنطن تدرك أنها لم تقضِ بالكامل على البرنامج النووي الإيراني، وهو ما أشار إليه رئيس الأركان الأمريكي عندما قال إنهم ما زالوا بحاجة لأيام لمعرفة مصير اليورانيوم المخصب، في حين بدأت إسرائيل بشن عمليات احترازية خوفًا من الرد الإيراني إن الوضع وصل إلى نقطة توازن تفتح الباب أمام التفاوض، حيث تحتاج إيران إلى حوافز سياسية واقتصادية مثل رفع العقوبات والإفراج عن أموالها المجمدة، وهي خطوات يمكن للنظام الإيراني أن يُسوّقها داخليًا باعتبارها إنجازات، ووقف إطلاق النار نفسه سيكون نصرًا دعائيًا لطهران لأنها لم تكن البادئة بالحرب.

تم نسخ الرابط