خبير: طهران تعلن نجاح الضربة على قاعدة العديد رغم النفي القطري الأمريكي

أكد الدكتور أحمد لاشين، أستاذ الدراسات الإيرانية بجامعة عين شمس، أن إيران أعلنت رسميًا أن ثلاثة من الصواريخ التي أطلقتها تجاه قاعدة العديد الأمريكية في قطر، قد أصابت أهدافها داخل القاعدة، متجاهلة النفيين القطري والأمريكي بشأن وقوع أية أضرار أو إصابات.
طهران أعلمت قطر مسبقًا
وأوضح "لاشين"، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي إبراهيم عيسى، ببرنامج "حديث القاهرة"، المُذاع عبر شاشة "القاهرة والناس"، أن طهران أعلمت قطر مسبقًا بنيّتها تنفيذ الضربة، وهو ما أشار إليه تقرير نشرته صحيفة "نيويورك تايمز"، كما تداولته بعض المنصات الدولية.
وأضاف أن هذا الإعلان الإيراني يحمل رسائل داخلية وخارجية، وهو جزء من سعي النظام لتعزيز صورته داخليًا، لا سيما بعد الضربة الأمريكية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية، والتي أحدثت ارتباكًا في الخطاب السياسي لطهران.
الخطاب الرسمي الإيراني يشهد تراجعًا واضحًا
وأشار إلى أن الخطاب الرسمي الإيراني يشهد تراجعًا واضحًا في تحديد ما تعتبره "خطًا أحمرًا"، حيث انتقل من اعتبار أي اختراق للحدود الإيرانية خطًا أحمرًا، إلى استهداف المنشآت، ثم أصبح حاليًا اغتيال المرشد هو الخط الأحمر الوحيد، ما يكشف عن حالة من الضغط والتذبذب في صُنع القرار العسكري والسياسي داخل النظام الإيراني.
وفي سياق منفصل، في بيان جديد يحمل نبرة تصعيدية، أكد الجيش الإيراني أن الجمهورية الإسلامية لن تترك أي هجوم يستهدف أراضيها دون رد، بغض النظر عن الظروف أو الأطراف المنفذة، مشددًا على أن طهران تحتفظ بحقها الكامل في الدفاع عن أمنها وسيادتها بكل الوسائل الممكنة.
وأوضح البيان الذي نُشر عبر وسائل الإعلام الرسمية، أن إيران لن تتسامح مع أي محاولة لاختبار قدرتها العسكرية أو إرادتها السياسية، وأن الرد سيكون دائمًا حاضرًا وبما يتناسب مع حجم التهديد.
تأكيدات على الجاهزية
وأضاف المتحدث باسم الجيش الإيراني أن القوات المسلحة الإيرانية في أعلى درجات الجاهزية، سواء على الحدود البرية أو في المجال الجوي والبحري، وأن المنظومات الدفاعية والهجومية تعمل بكفاءة وتتابع التطورات لحظة بلحظة.
وشدد على أن الجيش الإيراني مستعد لمواجهة أي خرق أمني أو استفزاز عسكري من جانب الولايات المتحدة أو حلفائها، مشيرًا إلى أن الرد الإيراني لن يكون رمزيًا، بل سيُحدث تغييرًا ميدانيًا يشعر به الطرف المعتدي.
رسائل إلى الولايات المتحدة
يأتي هذا التصريح في وقت تشهد فيه المنطقة توترًا غير مسبوق بين إيران والولايات المتحدة، لا سيما بعد تقارير عن هجمات استهدفت منشآت نووية وعسكرية داخل الأراضي الإيرانية، يُشتبه بتورط أطراف غربية أو إقليمية فيها.
وفي هذا السياق، قال الجيش الإيراني إن محاولات استهداف الداخل الإيراني عبر الضربات الجوية أو العمليات السيبرانية لن تمر دون رد، وإن أي قاعدة أو منصة تُستخدم للهجوم على إيران "ستُدرج تلقائيًا ضمن الأهداف العسكرية الشرعية".
دعوة للحذر وتجنب اختبار
رغم النبرة الصارمة، دعا البيان الدول المجاورة إلى عدم الانخراط في أي عمليات قد تُستخدم من أراضيها للاعتداء على إيران، محذرًا من أن سياسة الرد لا تميز بين المنفذ والمشارك أو الداعم.
كما دعا الجيش الإيراني القوى الدولية إلى ضبط النفس وتغليب المسار الدبلوماسي على المواجهة، مشيرًا إلى أن المنطقة لا تحتمل مزيدًا من التصعيد، وأن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق من خلال التدخلات الأجنبية أو التحالفات العسكرية المشبوهة.