مغادرة جميع السفن الأمريكية من قاعدة البحرين البحرية يثير تساؤلات استراتيجية

أفادت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، في تقرير خاص، أن جميع السفن التابعة للبحرية الأمريكية قد غادرت مؤخرًا قاعدة الدعم البحري في مملكة البحرين، وهي القاعدة الرئيسية للأسطول الخامس الأمريكي في منطقة الخليج العربي، دون إعلان رسمي مسبق من وزارة الدفاع الأمريكية أو القيادة المركزية للقوات البحرية الأمريكية.
قاعدة حيوية في قلب الخليج
تُعد قاعدة الدعم البحري في البحرين إحدى أهم النقاط الاستراتيجية للوجود العسكري الأمريكي في الشرق الأوسط، حيث تمثل مركز قيادة الأسطول الخامس التابع للبحرية الأمريكية.
وتستضيف القاعدة عشرات السفن العسكرية والمدنية التي تدعم العمليات الأمريكية في الخليج، وبحر العرب، والمحيط الهندي، وتُعنى بحماية طرق الملاحة الدولية ومراقبة الأنشطة العسكرية في المنطقة.
وقد أثار هذا الانسحاب المفاجئ، بحسب ما نقلته "سي إن إن"، تساؤلات عدة في الأوساط السياسية والعسكرية حول خلفيات الخطوة، ودلالاتها في سياق التوترات الإقليمية والتغيرات في السياسة الدفاعية الأمريكية.
صمت رسمي أمريكي
حتى اللحظة، لم تصدر وزارة الدفاع الأمريكية أو قيادة البحرية أي توضيح رسمي بشأن أسباب هذا التحرك غير المعتاد، ما فتح الباب أمام تحليلات متعددة، وتساءل خبراء عسكريون حول ما إذا كانت هذه الخطوة تأتي ضمن خطة إعادة تموضع للقوات الأمريكية في الشرق الأوسط، أم أنها مرتبطة بتقييم جديد للتهديدات في المنطقة، أو بتحضيرات لعمليات عسكرية محتملة في مسارح أخرى.
وأشارت مصادر مطلعة، وفق "سي إن إن"، إلى أن عمليات المغادرة تمت بشكل منظم خلال الأيام الماضية، وشملت كافة القطع البحرية الرئيسية الموجودة في القاعدة.
تغيرات استراتيجية
يرى محللون أن هذه الخطوة ربما تعكس تحولًا أوسع في أولويات الدفاع الأمريكي، في ظل تصاعد الأزمات العالمية، بما فيها الحرب في أوكرانيا، والتوترات مع الصين في بحر الصين الجنوبي، واستمرار التهديدات الإيرانية للمصالح الأمريكية في الخليج.
ويقول الدكتور مايكل هانا، الخبير في الشؤون الدفاعية في معهد "تشاتهام هاوس"، إن "انسحاب السفن من قاعدة البحرين يمكن تفسيره على أنه إعادة توزيع مؤقت أو دائم للقوات ضمن استراتيجية أوسع لتقليص الوجود المباشر مقابل الاعتماد على الردع البحري بعيد المدى".
القاعدة لا تزال نشطة
على الرغم من مغادرة السفن، أكدت تقارير استخباراتية أن القاعدة البحرية نفسها لم تُغلق، ولا تزال العمليات اللوجستية والإدارية قائمة، ما يشير إلى أن الانسحاب قد يكون جزئيًا أو مؤقتًا، ضمن خطة لتحديث البنية أو تبديل في نوعية الوحدات المنتشرة.
وذكرت "سي إن إن" أن القاعدة لا تزال تؤدي مهامها في التنسيق البحري والاستطلاع والمراقبة، لكن من دون وجود القطع البحرية المعتادة في الميناء، وهو ما يعد سابقة في تاريخ الوجود الأمريكي بالبحرين.

فراغ بحري محتمل
أثارت هذه التطورات مخاوف في عدد من العواصم الخليجية من احتمال حدوث فراغ أمني مؤقت في المياه الإقليمية، خاصة في ظل تصاعد التهديدات التي تواجه حركة الملاحة الدولية، من بينها هجمات الحوثيين في البحر الأحمر، والتحركات الإيرانية في مضيق هرمز.
وأكد مسؤول خليجي في تصريحات صحفية أن "استمرار التنسيق الأمني مع الولايات المتحدة أمر حيوي، وأن أي تغيّر في الحضور الأمريكي يجب أن يكون مصحوبًا بخطط واضحة لضمان حماية الملاحة البحرية".