من الحب إلى العذاب".. سيدة تطلب الطلاق بعد 21 عامًا من الزواج

في محكمة الأسرة بأكتوبر، وقف الجميع صامتا أمام القصة التي سردتها سيدة فى العقد الخامس من عمرها أمام القاضي، بعد أن قررت أن تنهي علاقة عمرها 21 عاما، مليئة بالذكريات التي باتت الان أوجاعا.. السيدة التى تدعى أمينة لم تعد الزوجة التي حلمت يوما بحياة مستقرة، بل أصبحت ضحية لأيام مليئة بالعنف النفسي والجسدي، والحيرة المرهقة في البحث عن حقوقها المسلوبة.
أمينة تقول في دعواها: زوجي هجرني لمدة ثلاث سنوات، تركني معلقة في مكان لا أستطيع منه أن أعيش أو أن أموت طوال هذه السنوات كان يرفض تطليقي، مما جعلني في حالة من العذاب المستمر، وتتابع الزوجة المكلومة: كان يبتزني بنفقات أطفالي، يتركني طوال شهور دون أن يسددها، وعندما كنت أطالب بها، كان يحاول احتجاز أولادي في جلسات الرؤية الودية كنوع من الانتقام.
منذ بداية علاقتهما الزوجية، كانت "أمينة" تأمل أن يعيشا معًا حياة هادئة ومستقرة. لكن ما بين الوعود والأمل، بدأ الزوج في تغيير سلوكه تدريجيًا. فمع مرور الوقت، أخذت الخلافات تتصاعد بينهما، وتدهورت العلاقة بشكل لم يكن في حسبانها. في إحدى اللحظات التي كانت تبحث فيها عن مخرج، جاءها الطعنة الكبرى؛ فقد تركها "أحمد" (زوجها) معلقة، وحاول أن يسحب منها حقوقها القانونية.
"أمينة" تستكمل حديثها في المحكمة قائلة:"حاول زوجي إيهامي بأنني ناشز، وأخذ يحاول بكل الطرق أن يتهرب من سداد نفقات أولادنا ومصروفاتهم الدراسية. ورغم حالته المادية الميسورة، كان يتخلف عن سداد أي من تلك الالتزامات، حتى أنه تخلى عن مسؤوليته في رعاية الأطفال، وهجر منزل الزوجية".
لكن أكثر ما كان يؤلم "أمينة" لم يكن فقط غياب الزوج، بل كان العنف النفسي الذي مارسه عليها. فبعد سنوات من المعاناة، قرر زوجها الزواج من امرأة أخرى، ليضاعف معاناتها. تقول: "تحملت الكثير من الإهانة على مدار 21 عامًا من أجل أولادي، لكن مؤخراً بدأ يهينني بشكل مباشر، وعندما طالبت بنفقاتهم، بدأ يهددني بأنه سينتقم مني ويجعل حياتي جحيمًا".
ورغم أن "أمينة" كانت تسعى للحفاظ على الهدوء من أجل أولادها، فإن الواقع كان أقوى منها. "لقد أصبح يتعمد ملاحقتي بالسب والقذف والتشهير في كل فرصة. كان يصطحب والدته معه في جلسات الرؤية، وهي التي كانت تتعدى عليّ بالكلام المسيء أمام الأطفال، ما جعلني أعيش في حالة من العذاب لا تُطاق".
ووسط هذه الدوامة من العنف النفسي والتهديدات، لم تجد "أمينة" سوى المحكمة لتصرخ فيها بحقوقها، على أمل أن تنصفها العدالة.