اللهم إنا نجعلك في نحورهم: دعاء الأمان في الأوقات الصعبة والحرب

يكثر البحث في الساعات القليلة الماضية عن دعاء الحرب خاصة مع تصاعد وتيرة التوتر بين إيران وجيرانها من الدول العربية على خلفية تواجد القواعد الأمريكية التي تستحق الرد على استهداف 3 مناطق نووية، ووسط حالة من القلق والترقب يمكن للمسلم أن يغتنم هذه الدقائق بترديد دعاء الحرب والخوف الثابت عن الني صلى الله عليه وسلم.
الحرب في الإسلام
تقول دار الإفتاء: «لم يكن هدف الحرب في الإسلام السيطرة على الشعوب ونهب مقدراتها، وإنما كانت تهدف إلى تحريرهم من نير الظلم والاستعباد، والدفاع عن الدعوة إلى الدين الحق، لقد كان هذا هو محور التوجيهات الإسلامية في القرآن والسنة وإجماع العلماء والتطبيق العملي الواقعي المتمثل في سلوك كثير من القادة العسكريين على مدار التاريخ الإسلامي».
وأضافت: إن القرآن الكريم يحدد الغاية من القتال في كونه مانعًا من الفتنة، كما في قوله تعالى: ﴿وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ للهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَلَا عُدْوَانَ إِلَّا عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [البقرة: 193]، هنا يبين القرآن بوضوح أن القتال أمر محدود، ويسعى لإنهائه بأسرع وقت وأقل تكلفة، وقال تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) [الحج: 39]، والقتال يكون في سبيل الله تحقيقًا لمراده تعالى وتوجيهه، وليس تشهيًّا للقتل والتخريب والتدمير، يقول تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا﴾ [النساء: 76]، ويحذر من قتال من يُسالم ويمتنع عن قتال المسلمين: ﴿فَإِنِ اعْتَزَلُوكُمْ فَلَمْ يُقَاتِلُوكُمْ وَأَلْقَوْا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ فَمَا جَعَلَ اللهُ لَكُمْ عَلَيْهِمْ سَبِيلًا﴾ [النساء: 90]، فإن حدث العكس فإن الله تعالى يبيح قتال هؤلاء المعتدين: ﴿فَإِنْ لَمْ يَعْتَزِلُوكُمْ وَيُلْقُوا إِلَيْكُمُ السَّلَمَ وَيَكُفُّوا أَيْدِيَهُمْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ وَأُولَئِكُمْ جَعَلْنَا لَكُمْ عَلَيْهِمْ سُلْطَانًا مُبِينًا﴾ [النساء: 91]، وهذا هو التوازن الذي يمثل جوهر النظر الإسلامي للسعي في هذه الحياة بتطلع إلى مُثُلٍ عُليا، ولكن بواقعية في الوقت ذاته.
كذلك كان الهدي النبوي مؤكدًا على هذه القيم والأخلاقيات الرفيعة السامية؛ فعن حنظلة الكاتب، قال: غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فمررنا على امرأة مقتولة، قد اجتمع عليها الناس، فأفرجوا له، فقال: «مَا كَانَتْ هَذِهِ تُقَاتِلُ فِيمَنْ يُقَاتِلُ»، ثم قال لرجل: «انْطَلِقْ إِلَى خَالِدِ بْنِ الْوَلِيدِ، فَقُلْ لَهُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَأْمُرُكَ، يَقُولُ: لَا تَقْتُلَنَّ ذُرِّيَّةً، وَلَا عَسِيفًا» رواه ابن ماجه.
دعاء الحروب والفتن.. كلمات ثابتة عن النبي محمد
يقول الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى في دار الإفتاء إن مِن الأدعية الواردة عن سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم في الحروب ما يلي:
1- أنَّ سيدنا صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا خاف قومًا، قال: «اللهم إنا نجعلك في نحورهم ونعوذ بك من شرورهم».
2- ورد عنه صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن نصره الله في غزوة الأحزاب على المشركين أنه كان يقول: «لا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ، أَعَزَّ جُنْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَغَلَبَ الأحْزَابَ وَحْدَهُ، فلا شيءَ بَعْدَهُ». وأشار الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى إلى أن هذه الحرب الموجودة الآن داخلة تحت بِشَارة قوله تعالى: ﴿كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾ [المائدة ٦٤].
دعاء الحرب
- اللهم إنا نسألك الحماية لبلادنا وأوطاننا، اللهم أطرح فيها البركة وأمنح لأهلها السعادة والخير الكثير.
- اللهم أجعل كيد من يدبر لنا الأذى في نحره واحفظ أرضنا من الطغاة والظالمين.
- يارب العالمين يا أرحم الراحمين نسألك بعطفك وجودك ولطفك وكرمك أن تحفظ وطننا الغالي، نساءه ورجاله، أطفاله وكباره يا ودود يا ذا العرش المجيد احفظهم بحفظك المتين فأنت على ذلك قادر ومن لنا غيرك سبحانك نلجأ له وبه نستعين.
دعاء الخوف من الحرب
- النبي ﷺ كان إذا خاف قوماً، قال: “ اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ”.
- أعوذ بكلمات الله التامّات من غضبه وعقابه، وشرّ عباده، ومن همزات الشّياطين وأعوذ بك ربي أن يحضرون.
- بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.
- اللهم لا تُمكن الأعداء فينا ولا تُسلطهم علينا بذنوبنا، اللهم يا خفي الألطاف نجنا مما نخاف.