الألم لا ينتظر.. معلم يناشد إنقاذه من طابور التأمين الصحي الطويل

يعاني المعلم سامح عشرة، مدرس اللغة الإنجليزية في الأزهر الشريف والمقيم بمحافظة دمياط، من أزمة صحية متفاقمة تهدد قدرته على العمل وممارسة حياته اليومية، بعد إصابته بانسداد في شرايين اليد، وهي حالة تستدعي تدخلاً طبيًا عاجلًا عبر إجراء أشعة مقطعية دقيقة لتحديد مدى الخطر ووضع خطة علاجية سريعة.
لكن الأزمة لا تقف عند حدود الألم الجسدي، بل تمتد إلى إشكالية بيروقراطية تهدد حياة المعلم، إذ فوجئ مؤخرًا بقرار إداري صادر عن منظومة التأمين الصحي يقضي بوقف التعاقدات مع المراكز الطبية الخاصة، ما يعني حرمانه من إجراء الأشعة المطلوبة في وقت مناسب. وأصبح الحل الوحيد المتاح هو الانتظار لعدة أشهر ضمن قوائم مستشفى الأزهر الجامعي بدمياط الجديدة، وهي الجهة الوحيدة المصرح لها بتنفيذ هذا النوع من الفحوصات داخل منظومة التأمين الصحي في المحافظة.
في حديثه لـ"نيوز رووم"، قال سامح:" الألم لا يُحتمل، ومر أسبوعان وأنا أذهب إلى العمل بصعوبة. قالوا لي أنتظر خمسة شهور حتى يأتي دوري لإجراء الأشعة! هل هذا معقول؟ إذا كانت الحالة تتدهور فماذا أفعل؟ أدفع من جيبي؟ وكيف وأنا على راتب محدود؟"
ويضيف:" زمان كان في تعاقد مع مراكز خارجية، كنا بنخلص الإجراءات في أسبوع، دلوقتي يقولوا القرار اتلغى ولازم مستشفى الأزهر بس. طب المرض هيستنى؟".
وقف التعاقدات الخارجية
وبحسب مصادر داخل منظومة التأمين الصحي بدمياط، فإن قرار وقف التعاقدات الخارجية جاء في إطار خطة مركزية لوزارة الصحة تهدف إلى ترشيد الإنفاق وتوحيد تقديم الخدمات الطبية داخل المؤسسات التابعة للدولة. لكن في المقابل، يواجه المرضى في المحافظات – خاصة في الحالات الحرجة – معاناة مضاعفة بسبب قلة الأجهزة المتخصصة وطول قوائم الانتظار التي تمتد لعدة أشهر، ما يُهدد بحدوث مضاعفات صحية خطيرة، كما في حالة سامح.
يُذكر أن هذا النوع من الأشعة التشخيصية لا يمكن تأجيله في حالات الانسداد الشرياني، إذ إن التأخير قد يُفضي إلى فقدان كلي أو جزئي لوظائف اليد أو حدوث مضاعفات تهدد الحياة.
نداء عاجل
في ظل هذه الأزمة، يناشد المعلم سامح عشرة مسؤولي وزارة الصحة والتأمين الصحي، إعادة النظر في القرار، أو توفير حلول بديلة عاجلة لإنقاذ الحالات الطارئة التي لا تحتمل الانتظار. فالصحة – كما يؤكد الواقع قبل الدستور – ليست ترفًا، بل حق أساسي لا يجوز تقييده بمراسيم إدارية أو إجراءات مالية.
مشقة المتابعة والتنقل
الجدير بالذكر أن مدرسة "سامح" تقع في نطاق قرية تبعد أكثر من نصف ساعة عن المستشفى الجامعي، ما يزيد من مشقة المتابعة والتنقل، خاصة في ظل حالته الصحية.
ويطالب "سامح" وغيرُه من المواطنين المتضررين، بعودة التعاقدات مع المراكز الخارجية، أو على الأقل توفير حل سريع لحالات الطوارئ التي لا تحتمل الانتظار، خاصة وأن حياة المرضى قد تكون مهددة.
في ظل هذه المعاناة، تظل منظومة التأمين الصحي في دمياط أمام اختبار حقيقي: هل تستطيع أن توفر الخدمة في وقتها؟ أم أن القرارات البيروقراطية ستظل فوق آهات المرضى وآلامههم؟