رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يفتتح مؤتمر "رحلة تعلم"

في خطوة جديدة نحو ترسيخ ثقافة الحوار وبناء جسور التفاهم بين أتباع الديانات المختلفة، افتتح اليوم رئيس الأساقفة الدكتور سامي فوزي، رئيس أساقفة إقليم الإسكندرية فى الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية، مؤتمر "رحلة تعلم" الذي ينظمهُ المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة، التابع للكنيسة الأسقفية في مصر.

رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية يفتتح مؤتمر "رحلة تعلم"

جاء الافتتاح بحضور عدد من الشخصيات الدينية والأكاديمية البارزة، في مقدمتهم المطران الدكتور منير حنا، رئيس الأساقفة الشرفي ومدير المركز، إلى جانب عدد من المتخصصين في الدراسات الإسلامية والمسيحية، ورجال الدين والإعلام، وممثلي المجتمع المدني والهيئات الدولية المعنية بحوار الأديان.

رسالة محبة وحوار

وفي كلمته الافتتاحية، عبّر الدكتور سامي فوزي عن سعادته بانطلاق فعاليات المؤتمر، معتبرًا أن "رحلة تعلم" ليست مجرد فعالية فكرية، بل "مسار إنساني وأخلاقي يحمل في طياته رسالة محبة وسلام، ويؤسس لمنهج عملي في الانفتاح على الآخر".
وأضاف: "في عالم يموج بالنزاعات وسوء الفهم، نحن في حاجة ماسة لمبادرات من هذا النوع، تُعيد بناء الثقة، وتُرسخ ثقافة الاعتراف المتبادل، وتُعزز مناخ الحوار لا الصدام".

فهم لا مناظرة

من جانبه، أوضح المطران الدكتور منير حنا أن "رحلة تعلم" ليست مناظرة نسعى فيها لإثبات من الأصح أو من الأفضل، بل هي ببساطة دعوة للتعلّم المشترك.
وقال: "نحن هنا لنتعلم من بعضنا البعض، لا لنحاكم معتقدات الآخر، بل لنفهمها من أصحابها، ونستمع بإخلاص لما يريدون أن يقولوه عن أنفسهم، كما يرونها ويعيشونها، لا كما نراها نحن من الخارج".

مناهج علمية.. وتقدير متبادل

وتحدث الأستاذ الدكتور إسماعيل عبدالله، رئيس قسم الدراسات الإسلامية باللغات الأجنبية بكلية اللغات والترجمة بجامعة الأزهر، عن أهمية المعرفة المباشرة من المصدر، موضحًا أن التعلم من المتخصصين يضمن الوصول إلى الحقيقة دون تحريف أو تحيز.
وأضاف: "الاستماع إلى من يُمثل عقيدته بعلم وفهم عميق يفتح نوافذ للحوار الهادئ، ويمنح المتلقي مفاتيح لفهم الآخر، وهو أساس التعايش في أي مجتمع متنوع دينيًا وثقافيًا".

عن المركز ودوره

يُذكر أن المركز المسيحي الإسلامي للتفاهم والشراكة تأسس في يونيو 2022 في إطار إبروشية الكنيسة الأسقفية بمصر، ويهدف إلى تعزيز الحوار بين الأديان، ونشر ثقافة السلام المجتمعي، من خلال برامج أكاديمية، وورش عمل، ومبادرات مجتمعية تعنى بصنع السلام وحل النزاعات.
وقد أسهم المركز منذ تأسيسه في إطلاق عدد من المبادرات التدريبية والتعليمية، التي شارك فيها رجال دين وشباب ومهتمون من خلفيات دينية وثقافية متعددة.

ويأتي تنظيم مؤتمر "رحلة تعلم" ليؤكد استمرار المركز في أداء رسالته ببناء جسور التفاهم في مجتمع تتنوع فيه الرؤى والمعتقدات، ويحتاج دومًا إلى آليات ذكية لتعزيز التعايش السلمي.