عاجل

هل يجوز الاحتفال بعيد الميلاد؟ الإفتاء توضح الحكم الشرعي

الاحتفال بعيد الميلاد
الاحتفال بعيد الميلاد

في ظل ما يشهده المجتمع من تنوع ثقافي وعادات اجتماعية متجددة، يظل سؤال حكم الاحتفال بعيد الميلاد مطروحًا بقوة، لا سيما مع ما يرتبط به من مظاهر اجتماعية وترفيهية قد تثير الجدل من الناحية الشرعية. وفي هذا السياق، أوضحت دار الإفتاء المصرية أن الاحتفال بعيد الميلاد جائز شرعًا، إذا خلا من المحظورات الشرعية، ويُنظر إليه كنوع من التعبير المشروع عن الامتنان لله على نعمة الحياة والعمر، وليس كعبادة أو شعيرة دينية محدثة

الاحتفال بالميلاد جائز.. إذا ضُبط بضوابط الشرع

أكدت دار الإفتاء أن الاحتفال بعيد الميلاد يدخل في باب العادات، لا العبادات، ما يعني أن الأصل فيه الإباحة، طالما لم يتضمن مخالفة شرعية. وشددت الدار على أن الإسلام لم ينهَ عن إظهار الفرح والسرور في المناسبات الشخصية، بل حض على شكر الله في كل وقت وحين، والاستبشار بنِعَمه، خاصة عندما يتعلق الأمر بالحياة وبلوغ الأعمار.

وأوضحت الدار أن الاحتفال بعيد الميلاد لا يُعد بدعة، طالما لم يصحبه اعتقاد ديني خاطئ، أو يُعامل كعيد شرعي له شعائر مخصوصة، كالجمعة أو الأعياد الإسلامية المعروفة (عيد الفطر وعيد الأضحى). وتابعت: “الاحتفال هنا اجتماعي وليس تعبديًا، فهو مجرد فرصة للتعبير عن المحبة بين الناس، وشكر الله على النعمة.”

 أدلة شرعية تدعم الجواز

استندت دار الإفتاء إلى قول الله تعالى على لسان نبيه عيسى عليه السلام:
“وَالسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وَلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا” [مريم: 33]، مشيرة إلى أن القرآن ذكر يوم الولادة في سياق إيجابي، مما يدل على مشروعية الاهتمام بهذا اليوم.

كما استشهدت بحديث النبي ﷺ عندما سُئل عن صيام يوم الإثنين فقال:
“ذلك يوم وُلدتُ فيه” [رواه مسلم]، ما يدل على وجود معنى تعبّدي في تذكُّر يوم الميلاد وشكر الله فيه، سواء بالصيام أو الذكر أو غيره من الأعمال الطيبة، ما دام بعيدًا عن التشبه بالطقوس المخالفة للدين أو الانسياق وراء المظاهر الفارغة.

 تنبيهات مهمة للمحتفلين

رغم الإباحة، شددت دار الإفتاء على أهمية الالتزام بالضوابط الشرعية في الاحتفال، ومن أهمها:
• الابتعاد عن الإسراف والتبذير، سواء في المأكولات أو الزينة أو الهدايا.
• عدم وجود اختلاط محرم أو موسيقى صاخبة أو تصرفات منافية للآداب.
• أن يكون الاحتفال فرديًا أو عائليًا أو اجتماعيًا دون اعتباره عيدًا دينيًا يُكرر بنفس الطقوس.

وفيما يخص الأطفال، ترى الإفتاء أن الاحتفال بأعياد ميلادهم يُنمّي مشاعر الانتماء الأسري والمحبة، ويُشعر الطفل بقيمته، بشرط أن يُغرس فيه المعنى الديني والشكر لله على نعمة الحياة

تم نسخ الرابط