عاجل

من الاعتذار إلى الهجوم.. ماسك يشعل الحرب الثقافية مجددًا لاسترضاء قاعدة MAGA

إيلون ماسك
إيلون ماسك

في محاولة لاستعادة شعبيته بين أنصار "اجعلوا أمريكا عظيمة مجددًا" (MAGA)، يبدو أن إيلون ماسك قد عاد إلى ساحة المعركة الثقافية التي طالما أحبها، مستخدمًا أسلوبه المألوف: إشعال الجدل ومهاجمة التيارات التقدمية.

فبعد فترة وُصفت بأنها من أكثر المراحل إحراجًا في حياته العامة، اضطر ماسك إلى تقديم اعتذار علني نادر، عقب خلاف علني مع الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي كان ماسك من أبرز داعميه في حملته الانتخابية.

 ففي 11 يونيو، كتب ماسك على منصة X (تويتر سابقًا):  "أشعر بالندم على بعض منشوراتي عن الرئيس ترامب الأسبوع الماضي... لقد تجاوزت الحدود."

ترامب
ترامب

نتيجة أزمة دونالد ترامب وإيلون ماسك

هذا الاعتذار لم يكن مجرد لحظة ندم، بل إشارة إلى حجم الضرر الذي لحق بصورته أمام القاعدة المحافظة، وكذلك بشركاته، وعلى رأسها "تسلا"، التي شهدت تراجعًا حادًا في المبيعات بنسبة 13% خلال الربع الأول من 2025، وانخفاضًا في الأرباح بنسبة 71% مقارنة بالعام السابق، ما أدى إلى هبوط أسهم الشركة بأكثر من 20% منذ بداية العام.

ورغم محاولاته للتركيز مجددًا على الأعمال، من خلال الترويج لمنتجات مستقبلية مثل سيارات الأجرة ذاتية القيادة المقرر إطلاقها في 22 يونيو، وتوسيع نشاط شركته للذكاء الاصطناعي xAI، إلا أن السياسة لا تزال شغفه الأول.

في 21 يونيو، نشر ماسك تغريدة مثيرة قال فيها:  "حبيبتي، ماذا حدث للـWoke؟".. ثم أجاب: "انتهى، عزيزتي، الـWoke مات."

وقد حصد المنشور أكثر من 35 مليون مشاهدة، ولاقى ترحيبًا واسعًا من المحافظين الذين رأوا فيه إعلانًا بانتصارهم على ما يعتبرونه "ثقافة الإلغاء" والتقدمية المفرطة.

 في المقابل، عبّر آخرون عن شكوكهم، معتبرين أن "الـWoke لم يمت، بل يعيد تنظيم صفوفه".

أحد المستخدمين، الذي عرّف نفسه بأنه مزدوج الميول الجنسية، تساءل:  "لماذا يكره إيلون مجتمع الميم؟ أعلم أن السبب يعود لابنه، لكن لا يجب أن يُحمّل الجميع المسؤولية."
وردّ روبوت الدردشة Grok التابع لمنصة X موضحًا أن بعض تصريحات ماسك حول الضمائر وسياسات المنصة قد فُسّرت على أنها معادية، لكن لا يوجد دليل قاطع على أن مواقفه نابعة من دوافع شخصية.

ويُذكر أن ماسك سبق أن صرّح في مارس الماضي:  "ابني، كزافييه، مات. لقد قتله فيروس العقل المستيقظ. والآن، هذا الفيروس سيموت." في إشارة إلى ابنته المتحولة جنسيًا التي لم يعد يعترف بها.

تحت قيادته، تحوّلت منصة X إلى ساحة مفتوحة لانتقاد مفاهيم مثل التنوع والشمول (DEI)، والهوية الجندرية، والتصحيح السياسي، ما جعله حليفًا طبيعيًا للتيار المحافظ. 

وقد دعم ترامب ماليًا بنحو 290 مليون دولار في انتخابات 2024، وتلقى مقابل ذلك تعيينًا رمزيًا كرئيس لـ"وزارة كفاءة الحكومة" المستحدثة.

لكن العلاقة توترت لاحقًا، بعد أن بدأ ماسك في انتقاد بعض سياسات ترامب، ما أدى إلى خلاف علني وانسحاب تكتيكي من ماسك، أدرك خلاله أنه ربما تجاوز الخطوط الحمراء.

اليوم، يبدو أن ماسك يحاول استعادة ثقة القاعدة اليمينية من خلال إعلان "وفاة الـWoke"، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك كافيًا لرأب الصدع. 

ماسك
ماسك

ماسك وأنصار MAGA

ومع ذلك، يراهن ماسك على أن العدو المشترك-الليبراليون، والمدافعون عن التنوع، والنخب التقدمية- لا يزال كافيًا لتوحيد الصفوف.

ففي نهاية المطاف، ما يجمع بين ماسك وأنصار MAGA هو قناعة راسخة بأن السياسة التقدمية تمثل تهديدًا، وأن مواجهتها واجب أخلاقي.

 وبينما يختبر سياراته الجديدة، ويطلق روبوتاته، ويطوّر أدواته الذكية، من المؤكد أن ماسك لن يظل صامتًا طويلًا.. فالحرب الثقافية لا تزال ملعبه المفضل.

تم نسخ الرابط