قادة الخليج يتحركون دبلوماسياً لاحتواء التصعيد الإيراني الإسرائيلي

مع تصاعد التوترات في المنطقة عقب الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية و بدء الولايات المتحدة تنفيذ ضربات على مواقع نووية إيرانية كثفت دول مجلس التعاون الخليجي من تحركاتها السياسية و الدبلوماسية في محاولة لنزع فتيل الأزمة المتفاقمة و احتواء تداعياتها على استقرار الإقليم.
اتصالات رفيعة المستوى بين الرياض و الدوحة و أبوظبي
شهد اليوم الأحد سلسلة من الاتصالات الهاتفية المكثفة بين قادة الخليج في مقدمتهم ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أجرى اتصالين منفصلين مع كل من أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني و رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.
و بحسب بيان صادر عن الديوان الأميري القطري فقد تناول الاتصال مع الأمير تميم العلاقات الثنائية بين البلدين و المستجدات الإقليمية خاصة التصعيد الناتج عن الهجوم الإسرائيلي على الأراضي الإيرانية حيث شدد الجانبان على أهمية ضبط النفس و خفض التصعيد و التوجه نحو حلول دبلوماسية تُراعي استقرار المنطقة.
و في السياق ذاته بحث الشيخ محمد بن زايد مع أمير قطر تداعيات الوضع الراهن مؤكدين خلال الاتصال على ضرورة التنسيق الإقليمي و التعاون بين دول الخليج للحد من أي انعكاسات أمنية و اقتصادية محتملة.
الكويت تدخل على خط التهدئة و تحذيرات من تداعيات أمنية
من جانبه أجرى أمير الكويت الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح اتصالات مماثلة مع كل من ولي العهد السعودي و الرئيس الإماراتي.
و أفادت وكالة الأنباء الكويتية كونا بأن المباحثات الهاتفية ركزت على العلاقات الأخوية الراسخة بين الكويت و كل من الرياض و أبوظبي إضافة إلى تبادل وجهات النظر بشأن التصعيد بين طهران و تل أبيب و تداعيات تدخل واشنطن العسكري الأخير.
و اتفق القادة الخليجيون في مجمل مواقفهم على أولوية تجنيب المنطقة المزيد من التصعيد العسكري و التأكيد على أهمية الوساطة و الحلول السياسية كخيار أوحد لتفادي انزلاق الوضع نحو مواجهة شاملة قد تهدد أمن الخليج و مصالح شعوبه.
و في ظل الترقب الدولي لتداعيات الضربات الأميركية الإسرائيلية ضد إيران تُظهر دول الخليج موقفًا حذرًا و متوازنًا يسعى لاحتواء الأزمة دون التورط في مسار التصعيد العسكري أو الانجرار إلى محاور متضادة.