خبير معلومات: الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين ويحتاج إلى رقابة أخلاقية وتشريعية

أكد المهندس هشام طارق، خبير تكنولوجيا المعلومات، أن الذكاء الاصطناعي يشكّل أحد أبرز أدوات التطور التقني في القرن الحادي والعشرين، لكنه في الوقت ذاته يُعد سلاحًا ذا حدين، مشيرًا إلى أن غياب الضوابط القانونية والأخلاقية الكفيلة بتنظيمه قد يحوّله من أداة مساعدة إلى تهديد مباشر للأفراد والمجتمعات.
جاء ذلك خلال تصريحاته في برنامج “العنكبوت”، الذي يُعرض على قناة "أزهري"، حيث ناقش هشام طارق التحديات الراهنة المرتبطة بالتوسع السريع لتقنيات الذكاء الاصطناعي واستخداماتها المتعددة، خاصة في ظل تزايد الاعتماد على الأنظمة الذكية في مختلف قطاعات الحياة اليومية.
أدوات الذكاء الاصطناعي
وشدد هشام طارق على ضرورة إنشاء هيئات رقابية مستقلة تتولى مهمة تقييم ومراجعة أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل دوري، لضمان توافقها مع المعايير القانونية والإنسانية، مشيرًا إلى أن العديد من هذه الأدوات تُستخدم اليوم دون رقابة حقيقية، وهو ما يزيد من احتمالات الانحراف أو الاستخدام الخاطئ.
وأوضح هشام طارق قائلًا: "غياب الرقابة المنظمة، وترك النماذج تتفاعل مع بيانات غير موثوقة بشكل حر، قد يؤدي إلى نتائج غير متوقعة يصعب احتواؤها، خصوصًا إذا ما استُخدمت هذه النماذج في مجالات حساسة مثل التعليم، الطب، أو الإعلام".
البيانات غير المفلترة
وأوضح هشام طارق أن العديد من نماذج الذكاء الاصطناعي تتعلم ذاتيًا من كميات ضخمة من البيانات المتاحة على الإنترنت، لكن في حال كانت هذه البيانات غير موثوقة أو مشبعة بمضامين متطرفة أو متحيزة، فقد يؤدي ذلك إلى إنتاج سلوكيات رقمية منحرفة.
وأكد هشام طارق أن الذكاء الاصطناعي، في هذه الحالة، يشبه الطفل العبقري الذي يتعلم كل ما يُعرض عليه دون تمييز، مما يُحتم على المطورين والمسؤولين فرض قيود تربوية رقمية تحاكي القيم الإنسانية وتعزز السلوك الأخلاقي لدى الأنظمة الذكية.
ضرورة بناء إطار تربوي
وشدد هشام طارق على أهمية تبني ما أسماه "الإطار التربوي الرقمي" في بناء نماذج الذكاء الاصطناعي، وهو إطار يهدف إلى ترسيخ القيم الإيجابية، كالعدالة، والاحترام، والحياد، داخل بنية النظام الذكي.
وأضاف هشام طارق: "يجب أن تكون البرمجة القائمة على الأخلاقيات جزءًا أساسيًا من عملية تطوير الذكاء الاصطناعي، حتى لا تتكرر حالات التمييز أو العنف الرقمي، أو ما يُعرف بالتحيز الخوارزمي، الذي شهدناه في بعض النماذج العالمية".

الذكاء الاصطناعي
واختتم هشام طارق تصريحاته بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون من أعظم ابتكارات البشرية إذا ما وُجه بشكل أخلاقي ومنضبط، لكنه قد يصبح خطرًا وجوديًا إذا تُرك دون معايير واضحة أو رقابة فعالة. ودعا في نهاية حديثه إلى تعاون دولي لصياغة ميثاق أخلاقي عالمي ينظم الذكاء الاصطناعي ويحمي المجتمعات من مخاطره المحتملة.