الحرّ يقتل بصمت.. النساء فوق الأربعين أكثر عرضة للخطر

مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف وازدياد موجات الحر حول العالم بسبب تغير المناخ، تزداد الحاجة لفهم الفئات الأكثر تأثرًا بهذه الظروف البيئية القاسية، خاصة أن تأثيرها لا يقتصر على الشعور بالانزعاج أو الإرهاق، بل قد يصل إلى مضاعفات صحية خطيرة تهدد حياة البعض.
وفي هذا السياق، كشفت دراسة حديثة أجراها باحثون في جامعة بنسلفانيا الأمريكية عن تفاوت كبير في قدرة الرجال والنساء على تحمل درجات الحرارة المرتفعة، لا سيما مع التقدم في العمر، وقد أظهرت النتائج أن الشباب من الجنسين يتساوون إلى حد كبير في القدرة على التكيف مع الحر الشديد، لكن هذا التوازن يختل تدريجيًا بعد بلوغ سن الأربعين، حيث تبدأ النساء تحديدًا في فقدان قدرتهن على التحمل الحراري مقارنة بالرجال.
التعرق لم يعد كافيًا
وأوضح الباحثون أن جسم الإنسان يعتمد بشكل أساسي على آلية التعرق لتبريد نفسه في الأجواء الحارة، حيث يتبخر العرق من سطح الجلد ويؤدي إلى خفض درجة حرارة الجسم، غير أن هذه الآلية تصبح أقل فعالية مع تقدم السن، وخاصة في البيئات شديدة الرطوبة، حيث يعيق الهواء المشبع بالبخار تبخر العرق، ما يؤدي إلى تراكم الحرارة داخل الجسم وارتفاع خطر الإصابة بالإجهاد الحراري أو ضربة الشمس.
النساء أكثر حساسية للحر بعد الأربعين
بحسب نتائج الدراسة، فإن النساء في الفئة العمرية من 40 إلى 64 عامًا أظهرن درجة حساسية مرتفعة للحرارة تماثل تلك التي تظهر عادة لدى الرجال فوق سن 65 عامًا، مما يعني أن النساء يدخلن في مرحلة الخطر الحراري في وقت أبكر بكثير من الرجال، أما النساء فوق سن 65، فهن الفئة الأكثر عرضة للمضاعفات الصحية المرتبطة بالحر، بسبب التغيرات الهرمونية وانخفاض كفاءة الجهاز العصبي اللاإرادي المسؤول عن تنظيم حرارة الجسم.
عوامل أخرى تُضعف التحمل
لا يقتصر الأمر على الجنس والعمر فقط، بل تُعد الحالة الصحية العامة، وتناول بعض الأدوية، والسمنة، وأمراض القلب أو السكري، من العوامل التي قد تُفاقم تأثر الشخص بالحرارة، وتُقلل من قدرته على التكيف، الفئات الأكثر عرضة للخطر:
- النساء فوق سن 65 عامًا.
- النساء بين 40 و64 عامًا.
- الرجال فوق 65 عامًا.
- الأطفال، خاصة الرضع.
- مرضى القلب والسكري والضغط.
- من يتناولون أدوية مدرة للبول أو مضادة للاكتئاب.
- أصحاب الوزن الزائد أو السمنة المفرطة.
توصيات مهمة للوقاية من مضاعفات الحرارة:
- تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة بين الساعة 12 ظهرًا و4 عصرًا.
- ارتداء ملابس خفيفة، فضفاضة، ذات ألوان فاتحة.
- شرب كميات كافية من المياه على مدار اليوم.
- تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين أو السكر الزائد.
- استخدام المراوح أو مكيفات الهواء داخل المنزل.
مراقبة العلامات المبكرة لضربات الشمس مثل الصداع، الدوخة، التعرق المفرط، وتسارع ضربات القلب.
الحرارة ليست خطرًا بيئيًا عابرًا، بل تهديد صامت تتفاوت تداعياته حسب الفئة العمرية والحالة الصحية. ومع ما تشير إليه الدراسات من أن موجات الحر ستصبح أكثر تكرارًا وحدةً في السنوات القادمة، فإن وعي الناس بهذه الحقائق قد يشكل خط الدفاع الأول لحماية أنفسهم ومَن حولهم.