أستاذ أمن دولي: واشنطن على أعتاب ضربة عسكرية ضد «فوردو» Iفيديو
أكد الدكتور سيد غنيم، أستاذ الأمن الدولي وزميل زائر في حلف الناتو والأكاديمية العسكرية الملكية في بروكسل، أن الولايات المتحدة الأمريكية تقترب من توجيه ضربة عسكرية محددة لمنشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، موضحًا أن الخيارات الأمريكية الآن مطروحة على طاولة التنفيذ وليس المناقشة، في ظل تصاعد التوترات المرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني.
وجاءت تصريحات سيد غنيم خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية كريمة عوض، في برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على شاشة "القاهرة والناس"، مساء السبت، حيث كشف عن تصاعد مؤشرات التدخل العسكري الأمريكي في العمق الإيراني.
ضربة نوعية دقيقة
أوضح سيد غنيم أن الخيار الأول الذي تدرسه الإدارة الأمريكية هو توجيه ضربة نوعية محدودة باستخدام عدد محدود من الطائرات المتطورة والقنابل الذكية، تستهدف منشأة "فوردو" النووية الواقعة في عمق الجبال الإيرانية، والتي تُعد أحد أكثر المواقع النووية تحصينًا في إيران.
وأشار سيد غنيم إلى أن هذا الخيار يعتمد على الدقة العالية والسرعة في التنفيذ دون التورط في حرب شاملة، وذلك بهدف إرسال رسالة ردعية قوية لطهران دون دفع المنطقة إلى مواجهة مفتوحة.
ضربة شاملة تشمل الحرس الثوري
وفي المقابل، قال سيد غنيم إن هناك سيناريو آخر أكثر عنفًا يتمثل في توجيه ضربة شاملة للقدرات العسكرية الإيرانية، قد تشمل استهداف مواقع الحرس الثوري الإيراني، ومنصات إطلاق الصواريخ، والمرافق العسكرية الحساسة، بهدف إحداث شلل شبه كامل في المنظومة الدفاعية الإيرانية.
إلا أن سيد غنيم حذّر من أن هذا السيناريو يحمل مخاطر كبيرة، منها ردود فعل غير محسوبة من طهران، واحتمال توسع نطاق الصراع ليشمل دولًا إقليمية وقوات أمريكية في الشرق الأوسط، ما قد يؤدي إلى تدهور أمني شامل في المنطقة.
الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية
أشار سيد غنيم إلى أن الولايات المتحدة كثفت مؤخرًا من عمليات الرصد والتجسس على الأراضي الإيرانية، عبر الأقمار الصناعية وأجهزة المخابرات، بالتعاون مع إسرائيل، لرصد أي تحركات نووية أو عسكرية ذات طابع تصعيدي.
وأضاف سيد غنيم: "مرحلة الإجراءات الردعية انتهت، ونحن الآن أمام لحظة الحسم… المرحلة القادمة هي مرحلة التنفيذ، وقد تقع الضربة الأمريكية خلال أيام قليلة".
الحسابات الأمريكية الدقيقة
أكد سيد غنيم أن واشنطن لا تتخذ مثل هذه الخطوات دون دراسة شاملة لجميع العوامل الإقليمية والدولية، خصوصًا ما يتعلق بردود الفعل المحتملة من إيران وحلفائها، وتداعيات العملية على أسواق الطاقة والاستقرار العالمي.
وشدد سيد غنيم على أن استراتيجية الردع الأمريكي تجاوزت مرحلة التهديدات الرمزية، وباتت تستعد فعليًا لاستخدام القوة، إذا ما رأت أن إيران تقترب من العتبة النووية أو تجاوزت الخطوط الحمراء الموضوعة مسبقًا.
