أستاذ علوم سياسية: أمريكا ساعدت إسرائيل في التجهيز للضربة العسكرية بإيران

قال الدكتور محمد كمال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن من بدأ مشكلة الاتفاق النووي الذي توصلت إليه الحكومة الأمريكية مع إيران في عهد أوباما كان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في ولايته الأولى، مشيرا إلى أنه تم حدوث تصعيد أمريكي عسكري من قبل ضد إيران عندما قاموا بإغتيال قاسم سليماني.
ترامب يريد أن يكون رجل سلام
وأضاف كمال في لقاءه مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج "على مسؤليتي" المذاع عبر قناة " صدى البلد "، أنه عندما جاء ترامب في الولاية الثانية أراد أن يكون رجل سلام ويريد عمل اتفاق سلام في غزة وأوكرانيا وإيران، موضحا أن ربط اسمه بهذه الأمور لأنه هناك قاعدة إنتخابية كبيرة في الولايات المتحدة ترفض التورط العسكري المباشر للولايات المتحدة وخاصة في الشرق الأوسط.
وتابع: "بالرغم من أن ترامب قال للإسرائيليين أعطونا فرصة للتفاوض مع إيران كان أول من يتواصل معه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو"
استعداد عسكري في حالة فشل المفاوضات
وأكد أن نتنياهو قال لترامب لا تثق بالإيرانين ومن المهم أن نتجهز عسكريا في حالة فشل التفاوض، ووفقا للصحف الأمريكية قال ترامب لنتنياهو أنه سوف يساعدهم في التجهيز، وطلب من قائد القوات المركزية الأمريكية المعنية بمنطقة الشرق الأوسط أن تخطط مع دولة الاحتلال وتضع إحتمالات لضربة عسكرية في حالة فشل المفاوضات.
الخيار العسكري
وفي سياق أخر في رسالة واضحة تعبّر عن تمسك تل أبيب بالخيار العسكري، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن بلاده لا تجري أي مفاوضات مع إيران في الوقت الحالي، وأن العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الإسرائيلية ضد أهداف إيرانية ستستمر حتى تحقيق كامل الأهداف المرسومة.
جاءت تصريحات جدعون ساعر، خلال إيجاز دبلوماسي عقده في تل أبيب بحضور عشرات السفراء الأجانب، ونقلتها قناة "القاهرة الإخبارية" في نبأ عاجل، حيث أوضح الوزير الإسرائيلي أن إسرائيل لا ترى جدوى من الدخول في حوار مع طهران في ظل ما وصفه بـ"التهديد المتزايد للأمن القومي الإسرائيلي".
الأهداف الإسرائيلية
وأكد جدعون ساعر في كلمته أن العملية العسكرية الجارية لا تأتي فقط كرد فعل على استفزازات إيرانية، بل ضمن خطة استراتيجية تهدف إلى تقويض قدرات إيران العسكرية، ومنعها من التمركز في مناطق قريبة من الحدود الإسرائيلية، لا سيما في سوريا ولبنان.
وأشار جدعون ساعر إلى أن إسرائيل ترى في الميليشيات المدعومة من إيران تهديدًا مباشرًا، ولن تسمح باستمرار تمددها، مشددًا على أن الأهداف العسكرية تشمل مواقع تصنيع وتخزين السلاح، ومراكز القيادة والتنسيق التي تديرها طهران في المنطقة.
رسائل إسرائيلية للمجتمع
وبحسب مراقبين، فإن تنظيم هذا الإيجاز الدبلوماسي أمام عدد كبير من السفراء يعكس رغبة إسرائيل في كسب تأييد دولي أو على الأقل تفهّم لموقفها من التصعيد، في وقت تتصاعد فيه الدعوات الأوروبية والدولية لخفض حدة التوتر وفتح قنوات اتصال دبلوماسي.
ويبدو أن تصريحات جدعون ساعر جاءت كرد ضمني على الدعوات التي أطلقها الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا مؤخرًا لاستئناف المفاوضات مع إيران، إذ أكد ساعر أن "الواقع الأمني لا يسمح بالتساهل"، وأن إسرائيل لن تنتظر حتى تتحول طهران إلى قوة نووية تشكل خطرًا وجوديًا على المنطقة.
زيادة المخاوف الإقليمية
تتزامن هذه التصريحات مع تصاعد ملحوظ في الضربات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مواقع عسكرية داخل العمق الإيراني وأخرى على الأراضي السورية، وسط تلميحات من طهران بأنها لن تظل صامتة إزاء هذا التصعيد، ما ينذر بإمكانية انزلاق المنطقة إلى حرب أوسع.
ويرى محللون أن الموقف الإسرائيلي الرافض للحوار في هذه المرحلة يعقّد المشهد السياسي، ويقوّض الجهود الدولية للتهدئة، في وقت باتت فيه المنطقة تعاني من حالة احتقان غير مسبوقة قد تؤدي إلى انفجار شامل يصعب احتواؤه.