بيان أوروبي مشترك.. دعوة عاجلة لوقف التصعيد والمفاوضات بين إيران وإسرائيل

في تطور دبلوماسي لافت يعكس تصاعد المخاوف الدولية من اندلاع صراع إقليمي شامل، أعلن الاتحاد الأوروبي إلى جانب فرنسا وبريطانيا، عن استعداده الكامل للعب دور الوسيط في محاولة لتخفيف حدة التوتر بين إيران وإسرائيل؛ وجاء ذلك على أوردته قناة "القاهرة الإخبارية"، أكد فيه الموقعون الثلاثة رغبتهم في تفادي كارثة محتملة تهدد أمن واستقرار الشرق الأوسط.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن باب المفاوضات لا يزال مفتوحًا، وأن التراجع عن التصعيد ووقف الاستفزازات هو السبيل الوحيد للحفاظ على السلم الإقليمي والدولي، داعيًا طهران إلى العودة الفورية إلى طاولة المفاوضات دون شروط مسبقة.
دعوة صريحة لطهران
طالب الاتحاد الأوروبي الثلاثي القيادة الإيرانية بضرورة الانخراط مجددًا في مسار التفاوض، سواء بشأن الملف النووي أو التوترات الإقليمية، معتبرًا أن الحوار هو الحل الوحيد لوقف النزيف السياسي والأمني، وأن تجاهل الحلول الدبلوماسية قد يقود المنطقة إلى مرحلة من الفوضى لا يمكن التنبؤ بعواقبها.
وحذر الاتحاد الأوروبي من أن استمرار التصعيد العسكري المتبادل بين الجانبين من شأنه أن يشعل المنطقة برمّتها، خصوصًا مع دخول أطراف غير مباشرة على خط المواجهة، كالميليشيات المسلحة التابعة لإيران في العراق وسوريا ولبنان، وما قد يترتب على ذلك من انفجار أوسع.
ضبط النفس مطلب أساسي
وأكدت فرنسا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي أن الأولوية القصوى في الوقت الراهن هي وقف التصعيد فورًا، داعين جميع الأطراف المعنية، بما في ذلك إسرائيل، إلى ضبط النفس والتخلي عن السياسات الاستفزازية، مضيفًا: "على الجميع أن يدرك أن المواجهة لن تنتج سوى المزيد من الضحايا والمآسي، وأن الحل الدائم لن يكون إلا عبر الطرق السلمية".
وتأتي هذه الدعوة في وقت تتزايد فيه العمليات العسكرية والضربات المتبادلة، بما في ذلك اغتيالات لقادة إيرانيين، وضربات إسرائيلية لأهداف عسكرية داخل إيران وخارجها، وسط صمت دولي بدأ يتحوّل تدريجياً إلى قلق معلن وتحركات دبلوماسية عاجلة.
دعم للحلول السياسية
أوضح الاتحاد الأوروبي أن فرنسا وبريطانيا تقفان بقوة خلف أي جهد دبلوماسي مشترك يهدف إلى نزع فتيل الأزمة، مؤكدين التزامهما بمسؤولياتهما كدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، في حماية الأمن والسلم الدوليين، والدفع نحو إعادة تفعيل الاتفاق النووي مع إيران بما يضمن عدم امتلاكها سلاحًا نوويًا، دون المساس بحقوقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
كما حذر الاتحاد الأوروبي من أن أي خلل جديد في موازين القوة بالمنطقة قد يدفع دولاً أخرى إلى التسلّح أو اتخاذ مواقف أكثر تشددًا، ما يعقد فرص السلام ويقوّض جهود التسوية في ملفات متعددة، أبرزها الملف السوري واللبناني واليمني.

الحرب وفرص الحوار
تشير التحركات الأوروبية الأخيرة إلى إدراك متزايد لخطورة المشهد الحالي، الذي تتداخل فيه العوامل السياسية والدينية والجيواستراتيجية، خاصة مع وجود أطراف دولية كبرى تراقب الوضع عن كثب، وتخشى من أن يتحول التوتر إلى حرب مفتوحة قد تخرج عن نطاق السيطرة.
ويبدو أن نافذة الفرص للحل السياسي ما زالت مفتوحة، ولكنها تضيق يومًا بعد يوم، في ظل استمرار العمليات العدائية وتصاعد لغة التهديد، ويبقى الرهان معقودًا على مدى استجابة طهران وتل أبيب للنداءات الدولية، وإمكانية نجاح جهود الوساطة في كبح جماح المواجهة قبل أن تتحول إلى حرب شاملة ذات أبعاد إقليمية ودولية.