مأساة حدائق القبة: والد حور وحمزة يناشد فرق الإنقاذ من تحت الأنقاض

في مشهد مؤلم يحبس الأنفاس، خرج "أيمن"، والد الطفلة حور وشقيقها حمزة وزوجته هبة، عبر فيديو مؤثر وهو يستغيث من أسفل الأنقاض بعد انهيار عقار في منطقة حدائق القبة. المشهد الذي انتشر بسرعة على مواقع التواصل الاجتماعي، أثار موجة من الحزن والأسى في قلوب المصريين، بعد أن تأكد الجميع من وفاة زوجته وطفليه جراء الحادث المروع.
وكانت قوات الحماية المدنية قد تمكنت من انتشال جثمان الطفلة حور ثم الطفل حمزة، قبل أن يتم الإعلان عن وفاة الزوجة هبة لاحقًا، لتتحول الحادثة إلى مأساة إنسانية هزّت قلوب المصريين.

وتمكن رجال الحماية المدنية من انتشال جثمان الطفل الصغير حمزة من تحت أنقاض العقارات المنهارة في منطقة حدائق القبة، وذلك بعد ساعات من وفاة والدته السيدة هبة، التي كانت قد تم إنقاذها وهي على قيد الحياة، لكنها فارقت الحياة لاحقًا متأثرة بإصابتها.
وكانت الطفلة حور، شقيقة حمزة، قد توفيت أيضًا صباح اليوم، بعد ساعات من إنقاذها من تحت الركام، لتسدل مأساة إنسانية الستار على قصة عائلة بأكملها انتهت تحت الأنقاض، وسط مشاعر الحزن والأسى التي سيطرت على سكان المنطقة وفرق الإنقاذ.

في مشهد مأسوي لن يُمحى من ذاكرة سكان حدائق القبة، لقي شاب يُدعى كريم عبد الحميد، يبلغ من العمر 36 عامًا، مصرعه هو ونجله الطفل أحمد كريم عبد الحميد، البالغ من العمر 12 عامًا، إثر انهيار عقار سكني في قلب الحي الشعبي، ظهر الجمعة، في تمام الساعة 12:30.
مأساة أب وابنه تحت أنقاض عقار حدائق القبة
كريم، الأب المكافح، كان يحلم أن يُكمل ابنه أحمد تعليمه، وأن يراه شابًا ناجحًا، كان يعمل بجد، ويعود إلى البيت منهكًا لكن راضيًا، لا يشتكي، ولا يُظهر ألمه.
أما أحمد، فكان طفلًا مميزًا، محبًا لوالده ومتعلقًا به تعلقًا كبيرًا، لا يتركه حتى في نومه.
حين دوى صوت الانهيار، كانت الساعة تقارب الواحدة ظهرًا، وانهار العقار بالكامل فوق ساكنيه، فهرع الجيران للشارع، وبدأت الصرخات تعلو، بينما انطلقت سيارات الإسعاف والإطفاء والإنقاذ إلى المكان.
لساعات طويلة، ظلت فرق الإنقاذ تبحث وسط الأنقاض، وكلما مر الوقت زادت رهبة الموقف وقلّ الأمل.
ثم جاءت اللحظة الصعبة.. العثور على جثمان الأب وطفله، متعانقين، كأن كريم أدرك أن الموت قادم، فاحتضن ابنه ليحميه.
فخرج الاثنان جثتين لا تفصلهما حتى لحظة الفراق، حتى الآن، وبعد يوم على الحادث، لم تُشيّع الجنازة،الجثمانان لا يزالان في مشرحة زينهم، في انتظار إنهاء إجراءات الطب الشرعي والتصاريح.
المشهد في منزل الأسرة يقطّع القلوب، أم منهارة، تنتحب دون وعي، وبيت خالٍ من الصوت إلا من الحزن، وسط حالة من الصدمة والذهول، ينتظرون لحظة التشييع لتوديع الأب وابنه إلى مثواهما الأخير.