ارتفاع الطلب الآسيوي على الغاز يهدد استقرار الأسعار الصيفية عالميا

تشهد الأسواق الآسيوية موجة شراء مبكرة ومكثفة للشحنات، ما ُنذر بارتفاعات محتملة في الأسعار خلال فصل الصيف، الذي كان يُعد تقليديًا موسمًا لانخفاض الأسعار بسبب تراجع الطلب الأوروبي.
سوق الغاز الطبيعي
ويأتي هذا التهافت على الشراء في ظل مخاوف آسيوية متزايدة من اضطرابات في الإمدادات العالمية، وهو ما يضع ضغوطًا إضافية على الدول المستوردة للغاز، ويهدد استقرار الميزانيات العامة، خاصة للدول التي تعتمد على استيراد الشحنات من السوق الفورية.
وفي هذا السياق، يحذر د. وائل حامد، خبير أسواق الطاقة، من أن ارتفاع الأسعار المحتمل سيحمل تداعيات مباشرة على الدول المستوردة، ومنها مصر، مؤكدًا أن كل دولار إضافي في سعر الغاز سينعكس بزيادة ملايين الدولارات على فاتورة الاستيراد.
وأوضح ،أنه في الوقت الذي كان يُفترض فيه أن يشهد سوق الغاز الطبيعي المسال هدوءًا نسبيًا في الأسعار خلال فصل الصيف، مدفوعًا بانخفاض الطلب الأوروبي المعتاد في هذه الفترة، بدأت الأسواق الآسيوية تُظهر حالة من القلق المتزايد من اضطرابات محتملة في الإمدادات، ما دفع العديد من المشترين إلى التهافت المبكر على شراء شحنات إضافية من الغاز.
واضاف ان هذا الإقبال المتسارع قد يدفع بأسعار الغاز المسال إلى مستويات أعلى من المعتاد خلال الصيف، ما يعني أعباءً إضافية على الدول المستوردة —ومن بينها نحن.
وتابع قائلاً:"بحسبة تقريبية —وعلى مسؤوليتي— فإن كل ارتفاع بمقدار دولار واحد في سعر المليون وحدة حرارية بريطانية من الغاز الطبيعي المسال، يعني زيادة في تكلفة الشحنة الواحدة المستوردة من السوق العالمية بما يتراوح بين 3 إلى 3.5 مليون دولا".
مؤكدا أن هذا الواقع قد يضع ضغوطًا مالية كبيرة على ميزانيات الاستيراد، ويقوّض فرصة الاستفادة من أشهر الصيف التي كانت تُعد تقليديًا موسمًا لانخفاض الأسعار مقارنة بفصل الشتاء.
الغاز في مصر
في خطوة جديدة لتعزيز أمن الطاقة ومواجهة الطلب المتزايد على الغاز الطبيعي خلال فصل الصيف، أعلنت الحكومة المصرية عن خطة لتشغيل 3 سفن لإعادة التغويز بدءًا من يوليو المقبل، بطاقة استيعابية تصل إلى 2.25 مليار قدم مكعبة قياسية يوميًا.
جاء ذلك خلال زيارة تفقدية أجراها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، اليوم السبت 21 يونيو (2025)، إلى ميناء العين السخنة، حيث تابع تجهيز سفينة إعادة التغويز "إنرغوس إسكيمو" (ENERGOS ESKIMO)، برفقة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس كريم بدوي وعدد من قيادات قطاع البترول.
وأكد مدبولي أن الدولة تتحرك بشكل متكامل لتأمين احتياجاتها من الغاز الطبيعي، مشيرًا إلى أن الحكومة تسعى كذلك لوجود سفينة رابعة احتياطية، ضمن جهودها لضمان استقرار الشبكة الكهربائية في ظل التحديات الإقليمية المتصاعدة، خاصة بعد العملية العسكرية الإسرائيلية في إيران.