تحليل سياسي: كيف يستخدم الإسرائيليون الحوارات الطويلة لتشتيت انتباه الخصوم؟

في حديثٍ تلفزيوني عبر برنامج "الستات" على قناة النهار، كشفت الصحفية والمحللة السياسية هند الضاوي عن الأساليب التي يتبعها الإسرائيليون والصهاينة خلال الحوارات السياسية والمناظرات الإعلامية، موضحة أن هذه الأطراف تفتقر إلى الحقائق الكافية للدفاع عن مواقفها المتعلقة بجرائم الشرق الأوسط.
وقالت "الضاوي" خلال مداخلتها الهاتفية إن إسرائيل والصهاينة يعتمدون على استراتيجيات جدلية تهدف إلى إطالة مدة النقاش وطرح تفاصيل جانبية غير ذات صلة بالموضوع الأصلي. وأوضحت أن هذا التكتيك يُستخدم بشكل ممنهج لربك الطرف المقابل وإرهاقه ذهنيًا، مما يؤدي إلى فقدانه التركيز أو اضطراره للصمت.
وأضافت المحللة السياسية أن هذه المناورات الخطابية تمثل محاولة للتعتيم على الحقيقة وتشتيت انتباه الجمهور، مضيفةً أن هذه الطريقة تشكل تحديًا حقيقيًا أمام من يحاول مواجهة الرواية الإسرائيلية أو فضح ممارساتها في المنطقة.
وتأتي تصريحات الضاوي في ظل تصاعد النقاشات حول الأزمة الفلسطينية والقضايا المتعلقة بالشرق الأوسط، حيث يظل الإعلام وساحة المناظرات السياسية منصة أساسية لتبادل الأفكار والدفاع عن مواقف مختلفة.
وأكدت هند الضاوي أن الوعي بهذه الأساليب هو الخطوة الأولى لمواجهتها بفعالية، داعيةً إلى تطوير مهارات الحوار والمواجهة التي تعتمد على الأدلة والحقائق بدلاً من التشتت والخداع الكلامي.
تغييب الحقائق وتزييف التاريخ
وأشارت هند الضاوي إلى أن الطرف الإسرائيلي يدخل أي مناظرة دون حقائق موثقة أو مراجع حقيقية، وإنما يعتمد على السرد الدعائي والمغالطات التاريخية، مضيفة أن محاولات الاحتلال لتبرير احتلال الأرض وقتل الفلسطينيين وقمعهم لا تستند إلى أي منطق قانوني أو إنساني.
وأوضحت هند الضاوي أن كل الممارسات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من تهجير، واستيطان، وقصف مدنيين، تتناقض تمامًا مع الشرائع الدولية، مؤكدة أن الصهاينة يسعون إلى إعادة تشكيل الصورة الذهنية للعالم حول القضية الفلسطينية من خلال إثارة قضايا جانبية وإغفال الجرائم الأصلية.
أسلوب الإغراق اللغوي
أكدت هند الضاوي أن أحد أبرز الأساليب التي يستخدمها المحاورون الإسرائيليون، خاصة في اللقاءات الإعلامية، هو ما أسمته "تحريك اللسان دون توقف"، أي التحدث باستمرار وطرح موضوعات متشابكة بلا ترابط، مما يؤدي إلى إرباك الطرف المقابل واستنزاف طاقته في محاولة الرد أو التصحيح.
وقالت هند الضاوي: "كان بيعمل معايا كده من أول الحلقة، أنا أرد بحقائق ووقائع موثقة، وهو يرد بأسلوب مطوّل لا يمت للموضوع بصلة"، مؤكدة أن هذا الأسلوب يهدف إلى تعطيل سلاسة الحوار ومنع إيصال الرسائل الصحيحة للمشاهدين.
السلاح الأقوى في وجه التضليل
رغم محاولات التشويش والإرباك، شددت هند الضاوي على أهمية الرد على الادعاءات الصهيونية بالحقائق والوثائق التاريخية، معتبرة أن المعركة الإعلامية لا تقل أهمية عن المعركة الميدانية، حيث تعتمد إسرائيل بشكل كبير على التأثير في الرأي العام العالمي.
وأكدت هند الضاوي أن الإعلام العربي يجب أن يكون أكثر فاعلية وتنظيمًا في مواجهة هذا النوع من الخطاب، عبر تقديم رواية موثقة ودقيقة للقضية الفلسطينية، مشيرة إلى أن الوعي الإعلامي العربي هو خط الدفاع الأول في معركة الوعي والهوية.

دعوة لوعي إعلامي
اختتمت هند الضاوي مداخلتها بالدعوة إلى مزيد من التدريب والتأهيل للمشاركين في المناظرات والحوارات مع الطرف الإسرائيلي، مؤكدة أن القدرة على التعامل مع هذا النوع من الخصوم تتطلب استراتيجية خاصة مبنية على الحزم والاحترافية والاطلاع الكامل على الملفات التاريخية والقانونية.