عاجل

الحرب الإيرانية - الإسرائيلية: مواجهة مفتوحة بحدود مضبوطة

جانب من الأحداث
جانب من الأحداث

تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا غير مسبوق بين إيران وإسرائيل، في واحدة من أعنف موجات الاشتباك المباشر التي كسرت سنوات من الصراع غير المعلن. 

تصاعدت الأحداث بعد سلسلة من الهجمات المتبادلة التي دفعت الطرفين إلى الدخول في مواجهة واسعة، يبدو أنها مضبوطة الإيقاع لكنها تحمل في طياتها احتمالات انفجار إقليمي يصعب احتواؤه.

إيران تضرب العمق الإسرائيلي

 

أطلق الحرس الثوري الإيراني أكثر من 400 صاروخ باليستي، بالإضافة إلى قرابة 1000 طائرة مسيّرة مفخخة باتجاه أهداف إسرائيلية متنوعة، وعلى الرغم من أن المنظومات الدفاعية الإسرائيلية تمكنت من اعتراض ما يزيد عن 90% من هذه الهجمات، إلا أن بعض الصواريخ تمكنت من الوصول إلى وسط إسرائيل، محدثة أضرارًا مادية وموجة من القلق الشعبي.

تركزت الضربات على مناطق مثل تل أبيب، الجولان، والبحر الميت، مع تسجيل سقوط عدة صواريخ خلال فترة زمنية قصيرة بلغت نحو 20 دقيقة بعد منتصف الليل. 

هذه الهجمات كشفت حجم التطور الكمي والنوعي في القدرات الإيرانية، لكن حتى الآن لا يوجد تأكيد رسمي على استخدام صواريخ فرط صوتية كما روّجت بعض المنصات الإعلامية.

الرد الإسرائيلي: اختراق العمق الإيراني

 

في رد عنيف، شنت إسرائيل موجة من الغارات الجوية استهدفت منشآت عسكرية وحيوية في طهران وضواحيها، شملت مناطق مثل كرج، مطار بيام، زنجان، ومفاعل فوردو النووي. 

وأكدت إسرائيل، أن هذه الهجمات ألحقت ضررًا محدودًا لكنها نجحت في تأخير البرنامج النووي الإيراني عدة أشهر فقط، وهو ما قد يدفع إسرائيل إلى التفكير في هجمات إضافية مستقبلًا، كما استهدفت الغارات مراكز تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة ومقار أمنية، في محاولة لإضعاف القدرات الإيرانية طويلة المدى.

 

الجبهة الداخلية الإسرائيلية: قلق وتحديات لوجستية

 

دوّت صفارات الإنذار في مختلف المدن الإسرائيلية، وسط استنفار غير مسبوق لقوات الدفاع الجوي ، ورغم نجاح منظومات مثل “القبة الحديدية” و”مقلاع داود” و”آرو” في اعتراض الغالبية العظمى من الصواريخ والطائرات المسيرة، إلا أن هناك اعترافًا رسميًا بوجود ضغوط كبيرة على مخزون الصواريخ الاعتراضية.

وقد تم إخلاء مئات العائلات من المباني المتضررة، ونقلهم إلى مراكز إيواء مؤقتة وسط حالة من الهلع، خاصة مع استمرار التهديدات بهجمات متجددة.

المواقف الدولية والإقليمية: حذر وتصعيد محتمل

الولايات المتحدة حتى الآن لم تحسم قرارها بشأن الانخراط المباشر في المعركة، رغم الاجتماعات العاجلة التي عقدها المسؤولون العسكريون والأمنيون. في المقابل، بدأت دول مثل اليابان في إجلاء رعاياها من مناطق التوتر في إيران وإسرائيل، في إشارة إلى خطورة الموقف.

روسيا عبرت عن قلقها العميق من تصاعد التهديد النووي في الشرق الأوسط، مؤكدة أن استمرار الضربات المتبادلة قد يفتح الباب أمام انهيار شامل لمنظومة الأمن الإقليمي.

أما على صعيد التحالفات الإقليمية، فيُحتمل أن تتوسع جبهة الصراع مع توقعات بانخراط الحوثيين في اليمن بتكثيف هجماتهم ضد المصالح الإسرائيلية والأمريكية في البحر الأحمر.

الداخل الإيراني: تعبئة واستنفار أمني

إيران من جانبها رفعت من حالة التأهب في مختلف المحافظات، وشددت الحماية على منشآتها الحيوية، وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن بلاده “لن تتراجع أمام أي عدوان”، مشددًا على استمرار الردود طالما استمرت الهجمات الإسرائيلية.

ورغم تداول بعض الأخبار عن تفكيك خلايا استخباراتية تابعة للموساد داخل طهران وأصفهان، لم تصدر تأكيدات رسمية حتى الآن بهذا الشأن.

هل نحن أمام حرب شاملة أم مواجهة محسوبة؟

كل المؤشرات الحالية تشير إلى أن الطرفين يخوضان حرب استنزاف مفتوحة لكنها محسوبة التكاليف ، كلا من إيران وإسرائيل حريص على توجيه ضربات قوية دون تجاوز الخطوط الحمراء التي قد تدفع إلى حرب إقليمية واسعة بمشاركة أطراف دولية.

*يبقى السؤال مفتوحًا*: هل تقود الوساطات الدولية إلى تهدئة مؤقتة؟ أم أن الطرفين سيتجهان نحو مزيد من التصعيد الذي قد يغير خريطة القوى في الشرق الأوسط؟

تحليل دقيق مختصر

   •   الحرب دخلت مرحلة الاستنزاف المتبادل.

   •   إسرائيل ألحقت ضررًا محدودًا بالبرنامج النووي الإيراني.

   •   إيران أثبتت قدرات هجومية واسعة لكنها واجهت فعالية كبيرة من الدفاعات الإسرائيلية.

   •   التدخل الدولي هو العنصر الحاسم في مسار الأيام المقبلة.

تم نسخ الرابط