سعيد القُزح: إيران دمجت الكم والنوع والمسيّرات لتجاوز الدفاعات الإسرائيلية

أكد العميد سعيد القُزح، خبير عسكري والاستراتيجي، أن المعادلة المثالية لتحقيق نجاح في أي هجوم جوي تكمن في المزج بين الكم والنوع واستخدام المسيّرات دفعة واحدة، موضحًا أن هذه الاستراتيجية تُشكّل عبئًا على أنظمة الدفاعات الجوية للعدو، وتضعها في حالة من التشتيت والارتباك.
وأوضح سعيد القُزح، في مداخلة هاتفية عبر قناة "القاهرة الإخبارية" اليوم السبت، أن الدفاعات الجوية تُصبح غارقة أمام عدد كبير من الصواريخ والمسيّرات المنطلقة بالتزامن، ما يصعّب مهمتها في التصدّي لكل التهديدات في آنٍ واحد. وأضاف أن إيران نجحت مؤخرًا في تنفيذ هذا التكتيك بمهارة عالية، مما مكّنها من إيصال عدد من الصواريخ والمقذوفات يتجاوز المعدلات العالمية.
المسيّرات والصواريخ عالية
وأشار سعيد القُزح إلى أن النوعية الدقيقة من الصواريخ والمسيّرات لعبت دورًا أساسيًا في استهداف الأهداف النقطية داخل العمق الإسرائيلي، مؤكداً أن هذه النوعية تُمكّن من إصابة مواقع محددة بدقة بالغة، سواء كانت منشآت عسكرية أو بنى تحتية حيوية.
وبيّن سعيد القُزح أن الكمية الكبيرة من الصواريخ والمقذوفات التي يتم إطلاقها بالتوازي تُستخدم كغطاء تكتيكي للصواريخ الأكثر دقة، حيث تشتّت الدفاعات الجوية وتجعل من الصعب اعتراض جميع الصواريخ، ما يتيح للصواريخ النوعية فرصة أكبر لبلوغ أهدافها بأقل نسبة من الإخفاق.
ترسانة إيران الصاروخية
وعن المخزون الصاروخي الإيراني، أوضح سعيد القُزح أن الأعداد الحقيقية تظل طي الكتمان العسكري، وهو ما يُعقّد عملية التقييم لدى خصوم إيران. وتابع: "لا أحد يعرف بدقة كم تمتلك إيران من صواريخ، فهناك من يتحدث عن 3 آلاف، وآخرون يقولون إنها تملك أكثر من 20 ألف صاروخ".
وأكد سعيد القُزح أن الجهتين الوحيدتين اللتين تعرفان الحقيقة هما إيران وإسرائيل، حيث تمتلك تل أبيب قدرة استخباراتية متقدمة تخترق الطبقات الأمنية الإيرانية، ولكن مع ذلك يبقى عنصر المفاجأة حاضرًا في الهجوم الإيراني، وهو ما شكّل ضغطًا كبيرًا على منظومة الدفاع الإسرائيلية.

الأداء العسكري الإيراني
ويرى سعيد القُزح أن ما جرى يمثل تحولًا مهمًا في طبيعة المواجهات غير المتكافئة، موضحًا أن إيران استطاعت أن توظف أدوات الحرب الحديثة بطريقة منهجية ومدروسة، جمعت بين الكم والكيف والتقنيات الذكية، وهو ما يُعد نموذجًا يُحتذى في الحروب المستقبلية.
وشدد سعيد القُزح على أن نجاح إيران في تنفيذ هذا النمط من الهجمات يرسل رسالة سياسية واستراتيجية واضحة، بأن قدراتها العسكرية لم تعد مقتصرة على الردع، بل أصبحت تمتلك القدرة على اختراق العمق الإسرائيلي وتوجيه ضربات دقيقة، حتى في ظل الأنظمة الدفاعية الأكثر تطورًا في العالم.