الموت في مكة أو المدينة هل يعد من علامات حسن الخاتمة؟ دار الإفتاء توضح

في ظل ما يتم تداوله بين الناس من معتقدات حول فضل الموت في الأماكن المقدسة، أكدت دار الإفتاء المصرية على موقعها الرسمي أن الموت في المسجد الحرام بمكة المكرمة أو المسجد النبوي بالمدينة المنورة يُعد من علامات حسن الخاتمة، ويُستبشر به عند العلماء وفقًا لما ورد في الفتاوى والتفسيرات الفقهية
واستشهدت دار الإفتاء بحديث النبي ﷺ: “من استطاع أن يموت في المدينة فليمت بها، فإني أشفع لمن يموت بها” [رواه مسلم]، مؤكدة أن هذا الحديث يدل على فضل الموت في المدينة، وأنها من البقاع الطيبة التي يُرجى لأصحابها الشفاعة والمغفرة، لكن ذلك لا يُعد دليلاً قاطعًا على الخاتمة الحسنة ما لم يصاحبه عمل صالح وصدق نية.
كما أكدت الدار أن العلامات الحقيقية لحسن الخاتمة، كما بيّنتها السنة النبوية، لا تقتصر على مكان الوفاة، بل تشمل عددًا من الأحوال والمواقف التي يُبشَّر بها المؤمن، ومنها ما يلي:
أبرز علامات حسن الخاتمة كما وردت في الأحاديث الصحيحة:
1 النطق بالشهادتين عند الموت
“من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة” [أبو داود].
2 تعرّق الجبين وقت الموت
“موت المؤمن بعرق الجبين” [النسائي والترمذي].
3 الوفاة يوم الجمعة أو ليلتها
“ما من مسلم يموت يوم الجمعة أو ليلتها إلا وقاه الله فتنة القبر” [أحمد].
4 الموت أثناء عبادة أو طاعة
مثل الوفاة أثناء الصلاة أو الصيام أو تلاوة القرآن أو الحج.
5 الاستشهاد في سبيل الله أو أنواع الشهادة الأخرى
ومنها الموت غرقًا، أو تحت الهدم، أو بداء البطن، أو بالحريق، أو بسبب الطاعون.
6 الموت أثناء الرباط في سبيل الله
أي الحراسة في الثغور، كما ورد في الأحاديث.
7 الموت في الأماكن الطاهرة كالمسجد الحرام أو المسجد النبوي
وهو من الأمور التي يُستبشر بها إن سبقها صلاح وتقوى.
8 حُسن الظن بالله عند الوفاة
“لا يموتن أحدكم إلا وهو يُحسن الظن بالله” [مسلم].
دار الإفتاء: لا تغتر بالمكان.. العبرة بالخاتمة والعمل
ووجّهت دار الإفتاء رسالة توعوية، شددت فيها على أن الميزان الحقيقي عند الله هو التقوى والإخلاص وحسن العمل، وليس المكان أو الزمان فقط، لقوله تعالى:
﴿إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾ [الحجرات: 13].
كما حذّرت من الاغترار بالمظاهر الدينية أو التعلّق فقط بالعلامات دون العمل، داعيةً إلى حسن التوبة، والاستعداد للقاء الله في كل حين، والدعاء الدائم بحسن الخاتمة