قلبه مازال يخفق بأغانيه.. ذكرى ميلاد العندليب عبد الحليم حافظ

يُحيي عشاق الطرب الأصيل اليوم الذكرى الـ96 لميلاد العندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، الذي وُلد في مثل هذا اليوم من عام 1929 بقرية الحلوات بمحافظة الشرقية، ليصبح لاحقًا أحد أعظم الأصوات في تاريخ الغناء العربي، وواحدًا من رموز الفن الراقي الذي لا يزال حيًا في ذاكرة الأجيال.
ولد عبد الحليم حافظ باسم عبد الحليم علي شبانة، وعاش حياة مليئة بالصعاب منذ الطفولة، حيث توفيت والدته بعد ولادته بأيام، وتوفي والده بعد فترة قصيرة، رغم هذه المآسي، لم يتخلَ عن حلمه الفني، فالتحق بمعهد الموسيقى العربية وتخرج منه عام 1948، ليبدأ بعدها مشوارًا استثنائيًا من النجاح.
مسيرة فنية لا تتكرر
قدم عبد الحليم أكثر من 230 أغنية بين العاطفية والوطنية والدينية، وتعاون مع أبرز شعراء وملحنين عصره، أمثال محمد عبد الوهاب، كمال الطويل، بليغ حمدي، وصلاح جاهين. من أشهر أغانيه: أغنية “أهواك”، أغنية “جانا الهوى”، أغنية “زي الهوا”، أغنية “قارئة الفنجان”، أغنية “حبيبتي من تكون”، كما شارك في عدد من الأفلام الناجحة التي جمعت بين الغناء والتمثيل، مثل “أبي فوق الشجرة” و“الخطايا”.
كان عبد الحليم صوت الجماهير في فترات التحول السياسي والاجتماعي في مصر والعالم العربي، خاصة خلال ثورة 23 يوليو، حيث غنى للوطنية والحرية والتغيير، ومن أشهر أغانيه الوطنية: أغنية “بالأحضان”، أغنية “صورة”، وأغنية “عدى النهار”.
غموض حول علاقة العندليب بالسندريلا
من أكثر القصص إثارةً للجدل في حياة عبد الحليم حافظ كانت علاقته بالنجمة سعاد حسني، “السندريلا” التي شاركته الشهرة والنجومية في زمن الفن الذهبي.
ورغم أن أي منهما لم يُصرح رسميًا بوجود علاقة زواج، فقد ظلّت الشائعات تلاحقهما لسنوات، خاصة بعد تداول تقارير تؤكد أنهما تزوجا سرًا في بداية الستينيات، واستمر الزواج عدة سنوات قبل الانفصال بهدوء.
وقد نشرت الكاتبة جانجاه عبد المنعم حسني، شقيقة سعاد، في كتابها “أسرار الجريمة الخفية” وثائق تزعم أن العندليب والسندريلا تزوجا بالفعل بعقد عرفي، لكن الأمر ظل بلا تأكيد رسمي من أسرتي الطرفين. البعض يرى أن التكتم كان لأسباب اجتماعية وفنية، خاصة في ظل نجومية الاثنين والتزامات عبد الحليم الصحية.
ما يزيد من رومانسية القصة هو ما ذكرته سعاد حسني لاحقًا في بعض الأحاديث النادرة عن “عبد الحليم الإنسان”، مشيدةً برقته وذكائه وكرمه، بينما تحدث مقربون من العندليب عن حبٍ صامتٍ كان يخفيه وراء ابتسامته ونجوميته.
وداع العندليب أحزن العالم
توفي عبد الحليم حافظ في يوم 30 من شهر مارس لعام 1977 عن عمر يناهز 47 عامًا بعد صراع طويل مع مرض البلهارسيا، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا لا يُقدر بثمن. شيّع جثمانه أكثر من 2.5 مليون شخص، في جنازة تُعد من الأكبر في تاريخ مصر الحديث.
وتقام هذا الأسبوع عدة فعاليات احتفالية في دار الأوبرا المصرية ومراكز الثقافة في القاهرة، تشمل حفلات موسيقية لأغانيه، وعرض أفلام وثائقية عن حياته، إلى جانب ندوة عن تأثيره في الموسيقى العربية، بحضور نقاد وفنانين من مختلف الأجيال.