السكري يهدد الكبد.. علامات خطيرة يجب الانتباه لها

مرض السكري من الأمراض المزمنة التي تؤثر على قدرة الجسم في التحكم بمستوى السكر في الدم، سواء بسبب نقص إنتاج الأنسولين أو مقاومة الجسم له. وإذا لم تتم إدارة المرض بشكل صحيح، فقد يؤدي إلى مضاعفات خطيرة تصيب العديد من الأعضاء الحيوية، من بينها الكبد. حيث ترتبط الإصابة بالسكري بزيادة احتمالية الإصابة بما يُعرف بمرض الكبد الدهني غير الكحولي، الذي قد يتطور تدريجيًا ليؤدي إلى تليف الكبد أو فشله. في هذا المقال نستعرض أبرز أعراض تلف الكبد الناتج عن مرض السكري وكيفية التعامل معها.
1. التعب المزمن وغير المبرر
الإحساس بالإرهاق من أكثر الأعراض شيوعًا لتلف الكبد. في الحالات الطبيعية يقوم الكبد بتصفية السموم من الدم، ولكن عندما يتعرض للتلف تتراكم هذه السموم وتؤدي إلى الشعور المستمر بالإرهاق حتى بعد الراحة. مرضى السكري معرضون لهذا التعب المزمن بسبب الضغط الإضافي الذي يسببه ارتفاع السكر في الدم وتراكم الدهون في الكبد. إذا شعرت بتعب دائم لا يتحسن بالنوم، فقد يكون ذلك إشارة على ضعف وظائف الكبد.
2. اصفرار الجلد وبياض العينين
اليرقان من العلامات الكلاسيكية لتلف الكبد ويحدث بسبب تراكم مادة البيليروبين في الدم. هذه المادة عبارة عن صبغة صفراء ينتجها الجسم عند تكسير خلايا الدم الحمراء، ويقوم الكبد عادة بمعالجتها والتخلص منها. في حال تلف الكبد، يفشل في التخلص من هذه المادة، ما يؤدي إلى اصفرار الجلد والعينين. يجب على مرضى السكري الانتباه لهذه العلامة وطلب الرعاية الطبية فور ظهورها.
3. ألم أو تورم في منطقة البطن
الشعور بالألم أو الانزعاج في الجانب الأيمن العلوي من البطن قد يشير إلى وجود التهابات أو تضخم في الكبد. في المراحل المتقدمة من تلف الكبد قد يحدث احتباس للسوائل في تجويف البطن وهي حالة تُعرف بالاستسقاء. هذه الحالة تعتبر من العلامات المتقدمة لتليف الكبد وتتطلب التدخل الطبي العاجل.
4. تغير لون البول أو البراز
عندما يتضرر الكبد، تزداد مستويات البيليروبين في الدم وتُطرح في البول، ما يجعله يبدو داكنًا بلون بني أو برتقالي. في الوقت نفسه، قد ينتج الكبد كمية أقل من العصارة الصفراوية، وهي المسؤولة عن اللون البني الطبيعي للبراز، فيصبح البراز شاحبًا أو بلون الطين. هذا التغير في لون البول والبراز يعد من العلامات المبكرة على خلل في وظائف الكبد.
5. فقدان الشهية وفقدان الوزن غير المبرر
عند تلف الكبد تتأثر عملية التمثيل الغذائي، ما يؤدي إلى فقدان الشهية. قد يشعر المريض بالشبع بسرعة أو بالغثيان، ما يقلل من كمية الطعام المتناول، وبالتالي يؤدي إلى خسارة غير مقصودة في الوزن. في حالة مرضى السكري، هذا الفقدان قد يؤثر على القدرة على التحكم في مستويات السكر ويؤدي إلى ضعف عام في الجسم.
هل يمكن علاج تلف الكبد الناتج عن السكري؟
يمتلك الكبد قدرة طبيعية على التجدد إذا تم اكتشاف التلف في مرحلة مبكرة. العلاج يبدأ بالتعامل مع الأسباب المؤدية لتلف الكبد مثل التحكم بمستوى السكر في الدم، فقدان الوزن، وتحسين العادات الغذائية. في بعض الحالات مثل الكبد الدهني غير الكحولي فإن خسارة الوزن بشكل تدريجي من خلال نظام غذائي صحي وممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن يحسن من حالة الكبد بشكل ملحوظ.
نظام غذائي مفيد
ينصح بتناول أطعمة تساعد على دعم وظائف الكبد ومنها:
- الخضروات الصليبية مثل البروكلي والقرنبيط.
- الشاي الأخضر.
- زيت الزيتون.
- الثوم.
- البنجر.
- الجريب فروت.
- الأفوكادو.
كما يجب الابتعاد عن الدهون المشبعة والأطعمة المصنعة والمشروبات السكرية التي قد ترفع مستويات الدهون في الكبد وتزيد من الالتهاب.
مرض السكري قد يتسبب في مضاعفات خطيرة على الكبد إذا لم يتم التعامل معه بجدية. الأعراض التي تم ذكرها يجب أن تُؤخذ بعين الاعتبار ويُنصح باستشارة الطبيب عند ظهور أي منها. الفحوصات الدورية، وضبط مستويات السكر، واتباع أسلوب حياة صحي من أهم خطوات الوقاية والعلاج.