عاجل

بعد حادثة أحمد سعد "عُقد متنكرة في هيئة تعليقات"..خبيرة نفسية لـ"نيوزرووم"

 بعد حادثة أحمد سعد
بعد حادثة أحمد سعد "عُقد متنكرة في هيئة تعليقات"

في أعقاب الـ تعليقات السلبية التي انهالت على الفنان أحمد سعد عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب الحادث الأخير الذي تعرض له، أطلقت الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم النفس والعلاج الأسري، تصريحًا لموقع نيوز رووم ، حذّرت فيه من التأثيرات النفسية المدمّرة للتنمر الإلكتروني على الفنانين والمشاهير، وكشفت عن الأسباب النفسية العميقة وراء سلوك المتنمرين.

المتنمر لا يشعر بالرضا عن نفسه

أوضحت د. إيمان عبد الله أن كثيرًا من المتنمرين على السوشيال ميديا لا يفعلون ذلك بدافع الكره الفعلي للشخص المستهدف، بل بدافع الصراعات الداخلية التي يعيشونها، "بعضهم يعاني من الإحباط، ضعف الثقة بالنفس، أو شعور دائم بعدم التقدير. بدلًا من مواجهة هذه المشاعر أو طلب الدعم، يقومون بإسقاطها على الآخرين عبر السخرية أو الإهانة"، تقول الخبيرة النفسية.

وأضافت أن المتنمر في كثير من الأحيان يرى في المشاهير ما ينقصه: نجاح، جاذبية، قبول اجتماعي، وهذا التباين يثير داخله مشاعر النقص، فيُترجمها إلى هجوم لفظي على الفنانين باعتباره طريقة غير مباشرة لتفريغ إحباطه.


لماذا يتوجه الهجوم نحو المشاهير تحديدًا؟

تشير د. إيمان إلى أن المشاهير يمثلون الصورة المثالية التي يسعى كثيرون للوصول إليها، مما يجعلهم عرضة لموجات من التنمر خاصة عند تعرّضهم لأي أزمة. 

وتضيف: "عندما يرى المتنمر أن هذا النجم الذي بدا مثاليًا يتعرض لموقف صعب، يشعر بالراحة أو التفوق، ولو للحظة، فيحاول تأكيد ذلك عبر تعليقات جارحة."

وتتابع: "هناك من يعاني من فراغ داخلي حاد، فيبحث عن أي فرصة للشعور بالوجود أو التأثير، ولو عبر إيذاء شخص آخر بكلمة."

التنمر الإلكتروني.. سلاح نفسي قاتل

أكدت د. إيمان أن التعليقات المسيئة على الإنترنت لها أثر نفسي حقيقي ومؤلم على الفنانين، فرغم الشهرة والنجاح، إلا أن الإنسان في النهاية يظل بحاجة إلى القبول والدعمن، وتقول: "النجومية لا تمنع الألم، بل أحيانًا تضاعفه، لأن الفنان يكون تحت مجهر دائم."

وتضيف: "أكثر ما يؤذي هو الشعور بالخذلان من الجمهور، خاصة إذا جاء الهجوم في وقت يعاني فيه الفنان من محنة شخصية أو صحية."

دعوة للتعاطف والوعي الرقمي

اختتمت الدكتورة إيمان عبد الله حديثها بدعوة لزيادة الوعي الرقمي والإنساني، قائلة: "علينا أن نُربي أنفسنا وأبناءنا على استخدام السوشيال ميديا بطريقة إنسانيةن لا نعلم ما يمر به الشخص خلف الشاشة، فربما يكون في أشد حالات ضعفه ونحن نزيد ألمه بكلماتنا."

وأكدت أن التعاطف لا يُضعفنا بل يُظهر إنسانيتنا، وأن دعم الشخص في لحظات أزمته هو ما يترك الأثر، لا السخرية منه.

وراء كل تعليق سلبي، قد توجد عقدة لم تُحل، ووراء كل فنان متألم، هناك مشاعر لا تراها العيون، فلنكن أكثر رحمة على هذه المنصات، وأكثر وعيًا بقوة الكلمة وتأثيرها.

الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم النفس والعلاج الأسري
الدكتورة إيمان عبد الله، أستاذ علم النفس والعلاج الأسري
تم نسخ الرابط