عاجل

عقيدة إسرائيل النووية الغامضة.. ترسانة سرية تضم عشرات الرؤوس النووية

ترسانة إسرائيل النووية
ترسانة إسرائيل النووية

مع تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران، جراء الضربات الجوية الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت عسكرية ونووية في طهران، عاد الجدل إلى الواجهة مرة ثانية حول الترسانة النووية الإسرائيلية ذلك الملف الذي ظل لعقود في دائرة "الغموض".

ورغم أن إسرائيل تبرر عملياتها العسكرية ضد إيران برغبتها في منع الأخيرة من تطوير سلاح نووي، إلا أن برنامجها النووي السري وغير المُعلن يظل بعيدًا عن التدقيق الدولي، ما يثير تساؤلات حول ازدواجية المعايير والمحاسبة.

"الإنكار غير القابل للتصديق"

لا تعترف إسرائيل رسميًا بامتلاكها أسلحة نووية، ولا تنفي ذلك أيضًا. وفي هذا السياق، قال جيفري لويس، الخبير في الشؤون النووية في "معهد ميدلبوري"، لشبكة NBC الأمريكية: "كان يُطلق على هذا الموقف سابقًا مصطلح ’الغموض‘... لكنني أعتقد أن التعبير الأدق الآن هو ’الإنكار غير القابل للتصديق‘".

إسرائيل تمتلك ما بين 80 إلى 90 رأسًا نوويًا

وفق تقديرات وكالات استخباراتية ومنظمات مراقبة التسلح، يُعتقد أن إسرائيل تمتلك ما بين 80 و90 رأسًا نوويًا على الأقل، وربما أكثر. وتمتلك إسرائيل الوسائل اللازمة لإيصال هذه الأسلحة، سواء عبر صواريخ باليستية بعيدة المدى، أو طائرات مقاتلة، أو غواصات نووية قادرة على إطلاق صواريخ كروز.

ويُرجّح أن مفاعل ديمونة النووي في صحراء النقب  الذي بُني سرًا في خمسينيات القرن الماضي بدعم فرنسي هو مركز هذا البرنامج.

"سياسة الغموض النووي"

يُعرف نهج إسرائيل تجاه برنامجها النووي بـ"سياسة الغموض النووي"، أو ما يُسمى بـالردع بالغموض، والتي تهدف إلى منع الأعداء من معرفة الحجم الحقيقي لقدراتها النووية، دون أن تضطر للاعتراف الرسمي، أو تواجه ضغوطًا دولية لتفكيك برنامجها.

وقد ذكرت مؤسسات مثل "اتحاد العلماء الأمريكيين" (FAS) و"معهد ستوكهولم لأبحاث السلام" (SIPRI) أن الغموض المقصود في الموقف الإسرائيلي يجعل من الصعب التحقق من حجم الترسانة النووية بدقة.

وعلى عكس إيران، التي وقّعت على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (NPT)، فإن إسرائيل لم توقع على المعاهدة، ما يعني أنها ليست ملزمة بالكشف عن برنامجها النووي أو الخضوع الكامل للرقابة الدولية. وتنضم إليها في هذا الموقف فقط كوريا الشمالية، والهند، وباكستان، وجنوب السودان.

"جزء من عقيدتها الأمنية"

من جهته، قال جون إيراث، مدير السياسات في "مركز ضبط التسلّح ومنع الانتشار"، لـNBC: "إبقاء البرنامج النووي في حالة من الغموض جزء من السياسة.. وهي تهدف إلى التأكد من أن الخصوم المحتملين لا يعرفون ما تستطيع إسرائيل فعله في حال اندلاع أزمة".

من أين بدأت فكرة تطوير أسلحة نووية؟

وتشير الوثائق التاريخية إلى أن فكرة تطوير أسلحة نووية ظهرت مباشرة بعد تأسيس إسرائيل عام 1948، في أعقاب محرقة اليهود (الهولوكوست)، بهدف توفير "ضمانة وجودية".

وفي مذكرة رفعت عنها السرية تعود لعام 1969، أبلغ وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، هنري كيسنجر، الرئيس ريتشارد نيكسون، أن إسرائيل تعهدت "ألا تكون أول من يُدخل الأسلحة النووية إلى الشرق الأوسط"، في مقابل الحصول على طائرات "فانتوم" من الولايات المتحدة. لكن هذه الصيغة بقيت غامضة في تفسيرها وتطبيقها.

في عام 1986، فجّر مردخاي فعنونو، الفني السابق في مفاعل ديمونة، مفاجأة مدوّية عندما سرّب وثائق وصورًا سرية لصحيفة "صنداي تايمز" البريطانية، كاشفًا حجم البرنامج النووي الإسرائيلي.

هذا التسريب أحرج الحكومة الإسرائيلية بشدة، وكشف ما كانت تسعى لإبقائه في طي الكتمان لعقود، وفتح الباب لنقاش عالمي حول ازدواجية المواقف في الشرق الأوسط بخصوص الأسلحة النووية.

 

تم نسخ الرابط