بعد صراع مع مرض الخرف.. وفاة أول مذيعة طقس تلفزيوني في التاريخ

توفيت الإعلامية البريطانية وينسي ويليز عن عمر ناهز 76 عامًا بعد صراع طويل مع مرض الخرف الجبهي الصدغي تاركة خلفها إرثًا إعلاميًا وإنسانيًا فريدًا حيث تعد أول امرأة تقدم النشرة الجوية على شاشة التلفزيون عالميًا ما جعلها أيقونة في كسر الحواجز المهنية بين الجنسين في الإعلام.
البدايات والنشأة المبكرة
وُلدت وينسي ويليز في 8 أغسطس 1948 بمدينة غيتسهيد في شمال شرق إنجلترا وتبنتها عائلة ديموك وقضت طفولتها في هارتلبول وبارنارد كاسل درست اللغة الفرنسية في جامعة ستراسبورغ بفرنسا وأظهرت منذ صغرها شغفًا بالقصص والإعلام مما مهد لدخولها هذا المجال لاحقًا رغم التحديات التي واجهتها كامرأة في بيئة مهنية ذكورية.
الانطلاقة في الإعلام والنشرة الجوية
بدأت ويليز عملها الإعلامي عام 1981 كمقدمة نشرة جوية في محطة تاين تيز ثم التحقت عام 1983 بقناة TV-am حيث أصبحت أول مذيعة طقس على شاشة تلفزيونية وطنية في بريطانيا والعالم وقدمت النشرة بأسلوب بسيط واحترافي جعلها محبوبة من الجمهور ، كما ظهرت في برنامج الألعاب الشهير Treasure Hunt وبرنامج الحيوانات Wincey's Pets الذي عرض شغفها الكبير بالحيوانات الأليفة.
التحول نحو القضايا البيئية
في منتصف الثمانينيات اتجهت ويليز للعمل في قضايا البيئة بعد مغادرتها التلفزيون عام 1987 تطوعت في حماية السلاحف البحرية في اليونان وشاركت في حملات توعوية بيئية في عدة دول كما تعاونت مع منظمات غير حكومية للبيئة والحفاظ على التنوع البيولوجي مما عزز صورتها كشخصية إنسانية متعددة الجوانب.
عودة للإعلام عبر الإذاعة المحلية
عادت ويليز إلى الإعلام في شكل جديد من خلال برنامج إذاعي على BBC Hereford & Worcester بعنوان The Big Day Out ركز البرنامج على الترويج للأماكن السياحية المحلية مع رسائل للحفاظ على البيئة ، وهو ما أعادها إلى دائرة الضوء من جديد بصيغة تليق بخبرتها وتوجهها الإنساني.
المرض والتحديات الصحية
تم تشخيص ويليز بمرض الخرف الجبهي الصدغي عام 2015 مما أثر على قدراتها تدريجيًا وابتعدت عن الإعلام قضت سنواتها الأخيرة في سندرلاند تحت الرعاية الطبية وسط دعم من عائلتها ومحبيها وظلت تُذكر في الأوساط الإعلامية بإعجاب وتقدير.
إرث إعلامي وإنساني خالد
ويليز لم تكن مجرد مذيعة بل كانت قدوة للنساء في الإعلام خاصة في مجالات صعبة مثل النشرات الجوية وكسرت الصورة النمطية عن دور المرأة في التلفزيون البريطاني وأسهمت بتقديم المعلومات بشكل مبسط ومحبب للجمهور كما كان لها أثر كبير في المجال البيئي والإنساني من خلال مبادراتها التطوعية.
تكريم مستحق وذاكرة لا تُنسى
بعد وفاتها أُقيمت فعاليات تكريمية وكتبت مقالات تثني على مسيرتها وأطلقت مبادرات تعليمية باسمها لتشجيع النساء على العمل في الإعلام قصة ويليز تبقى مصدر إلهام للأجيال المقبلة كنموذج للمرأة الطموحة التي تجاوزت الصعاب وصنعت لنفسها مكانة خالدة في تاريخ الإعلام.