محمد أبو شامة: واشنطن مترددة.. وطهران تفاجئ تل أبيب بتقنيات صاروخية متطورة

قال محمد أبو شامة، مدير المنتدى الاستراتيجي للفكر والحوار، إن التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران دخل مرحلة من الحيرة والارتباك الإقليمي، في ظل عجز الأطراف الكبرى عن حسم المعركة أو تهدئتها، مؤكدًا أن المشهد يتسم بعدم اليقين وتعدد السيناريوهات المفتوحة.
وأوضح محمد أبو شامة، في تصريحات لقناة "القاهرة الإخبارية" خلال مشاركته في برنامج "ملف اليوم" الذي يقدمه الإعلامي كمال ماضي، أن إيران صمدت أمام الهجمات الإسرائيلية واستطاعت أن تُفاجئ الجميع بقدرات صاروخية نوعية متطورة، وهو ما أحرج تل أبيب أمام الرأي العام العالمي والإقليمي.
تل أبيب في مأزق
وأشار محمد أبو شامة إلى أن إسرائيل لم تحقق حتى الآن أي اختراق استراتيجي حقيقي في مساعيها لتدمير البنية النووية الإيرانية، بل على العكس، تواجه تحديًا تكنولوجيًا وميدانيًا متناميًا، بعد أن أثبتت إيران امتلاكها لتقنيات صاروخية متقدمة أربكت حسابات الجيش الإسرائيلي.
وأضاف محمد أبو شامة أن استمرار الحرب دون نتائج واضحة لصالح إسرائيل يُشكل ضغطًا سياسيًا واقتصاديًا كبيرًا، إذ يتضح فشلها في فرض سيطرتها أو تنفيذ ضربة "قاصمة" تنهي النزاع لصالحها، وهو ما يدفعها للارتماء في أحضان الدعم الأمريكي كخيار اضطراري.
الداخل الإسرائيلي
وأكد محمد أبو شامة أن الداخل الإسرائيلي يعيش حالة من الإنهاك والتذمر الشعبي، نتيجة طول أمد الحرب وغياب أي أفق واضح للانتصار.
وقال محمد أبو شامة: "منذ انطلاق الضربات الأولى في 13 يونيو، كانت إسرائيل تتحدث عن معركة قد تمتد لأسابيع، لكن بعد أيام قليلة بدأت علامات الإنهاك تظهر بوضوح، سواء على المستوى العسكري أو الشعبي."
وأشار محمد أبو شامة إلى أن البقاء لفترات طويلة في الملاجئ، والانقطاع عن العمل، وتعطل الحياة اليومية، كلها عوامل تُشكّل ضغطًا نفسيًا واقتصاديًا متزايدًا على المجتمع الإسرائيلي، الذي لم يعتد هذا النوع من الحروب الاستنزافية طويلة الأمد.
واشنطن مترددة
أوضح محمد أبو شامة أن الولايات المتحدة لم تحسم قرارها النهائي بشأن التدخل المباشر في المعركة، على الرغم من الطلبات الإسرائيلية المتكررة، مشيرًا إلى أن الإدارة الأمريكية تبدو مترددة في ضوء اعتبارات سياسية وانتخابية واقتصادية معقدة.
وتابع محمد أبو شامة: "التوسل الإسرائيلي للدعم الأمريكي يكشف بوضوح فشل تل أبيب في إدارة الحرب بمفردها، لا سيما في ظل صمود إيران، التي لم تكتفِ بالدفاع، بل نفذت ضربات موجعة ومؤثرة في العمق الإسرائيلي."
تأثيرات خطيرة على الاقتصاد
وأكد محمد أبو شامة أن استمرار المواجهة بهذا الشكل يعني مزيدًا من الأضرار للاقتصاد الإسرائيلي، ويهدد بتوسيع رقعة التوتر في الشرق الأوسط، وسط تحذيرات من انجرار أطراف إقليمية أخرى إلى ساحة الصراع، ما سيُعرض المنطقة لفوضى أمنية واقتصادية أوسع.
واختتم محمد أبو شامة حديثه بالتأكيد على أن الحل السياسي لا يزال الخيار الأكثر عقلانية، إلا أن الظروف الحالية تُنذر بأن الحرب قد تطول أكثر مما كان متوقعًا، خاصة في ظل تشبّث كل طرف بموقفه وسعيه لتحقيق مكاسب ميدانية تُترجم في طاولة التفاوض لاحقًا.

استنزاف بلا منتصر
في ظل تعقّد المشهد السياسي والعسكري، يظل الوضع بين إيران وإسرائيل رهينًا لمعادلة صعبة بين الردع والتصعيد، وسط قلق دولي متصاعد من تفاقم الوضع وتحوله إلى نزاع إقليمي شامل، في حال فشلت الوساطات الدبلوماسية في احتواء الأزمة المتفجرة.