حزب الله يعلن دعمه لإيران في مواجهة إسرائيل وتعرض مفاعل «أراك» لهجوم

في تصعيد جديد يُنذر بتوسّع رقعة المواجهة في الشرق الأوسط، أعلن حزب الله اللبناني رسميًا دعمه لـ إيران في الصراع الدائر حاليًا مع إسرائيل، مؤكدًا رفضه التزام الحياد في هذا النزاع الإقليمي المتفاقم.
وحسب ما نقلته قناة "العربية"، أكد الشيخ نعيم قاسم، الأمين العام لـ حزب الله اللبناني، أن الحزب سيتصرف بما يراه مناسبًا دعماً لإيران، وأن الحياد ليس خيارًا مطروحًا في هذه المرحلة الحرجة.
تصريحات نعيم قاسم تُعد رسالة واضحة بأن جبهة حزب الله اللبناني الجنوبية قد تشهد تصعيدًا جديدًا، خصوصًا إذا استمر التوتر بين طهران وتل أبيب في التصاعد.
منشأة "أراك" النووية
بالتزامن مع الموقف المعلن من حزب الله اللبناني، أفادت وسائل إعلام روسية أن مفاعل "أراك" النووي الإيراني الواقع قرب مدينة أراك، جنوب غربي العاصمة طهران، تعرض لغارات جوية إسرائيلية صباح اليوم الخميس، في هجوم يُعد الأخطر من نوعه على منشأة نووية منذ سنوات.
وتأتي هذه الغارات بعد ساعات فقط من تحذير وجهه جيش الاحتلال الإسرائيلي باللغة الفارسية عبر وسائل التواصل، طالب فيه السكان بإخلاء المنطقة المحيطة بالمفاعل، وهو ما فُسر كمقدمة لهجوم جوي مرتقب من قبل حزب الله اللبناني.
منشأة الماء الثقيل
كشفت مصادر مطلعة من حزب الله اللبناني أن الغارات استهدفت منشأة الماء الثقيل داخل مجمع مفاعل أراك، وهي منشأة بالغة الأهمية ضمن برنامج إيران النووي، تُستخدم في إنتاج البلوتونيوم وتُعد جزءًا من البنية التحتية التي كانت تخضع لقيود صارمة بموجب الاتفاق النووي الموقّع عام 2015.
ويقع مفاعل أراك على بُعد نحو 250 كيلومترًا جنوب غرب طهران، وسبق أن كان محل جدل كبير خلال مفاوضات إيران مع القوى الكبرى بشأن برنامجها النووي، حيث تخوفت عدة أطراف من استخدامه في إنتاج مواد تُستخدم في صنع أسلحة نووية.
رسالة مزدوجة
اللافت في الغارات الإسرائيلية الأخيرة هو التحذير المسبق الذي أصدره الجيش الإسرائيلي باللغة الفارسية، وهو ما يعتبره محللون محاولة لإظهار "الحرص على المدنيين" والترويج للعملية كضربة دقيقة وموجهة ضد البنية التحتية النووية الإيرانية فقط، دون نية للتصعيد المباشر مع الشعب الإيراني.
لكن في المقابل، يرى مراقبون أن استهداف منشآت نووية بهذه الطريقة قد يُشكّل نقطة تحول خطيرة، ويدفع المنطقة إلى مرحلة غير مسبوقة من التصعيد العسكري والأمني.
دعم حزب الله يزيد من المواجهة
إعلان حزب الله دعمه الكامل لإيران، وتأكيده على الاستعداد للتصرف عسكريًا، يُنذر باحتمال فتح جبهة جديدة من الجنوب اللبناني، في حال استمرت إسرائيل في هجماتها المباشرة على المنشآت الإيرانية.
ويعتقد محللون أن دخول حزب الله بشكل مباشر في الصراع سيجعل من أي مواجهة إقليمية مقبلة أكثر تعقيدًا وأوسع نطاقًا، مما سيُغير قواعد الاشتباك بشكل غير مسبوق.

تصعيد نووي وعسكري واسع
تشير التطورات الأخيرة إلى أن المنطقة باتت على حافة انفجار كبير، مع تصاعد التهديدات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وبدء استهداف منشآت نووية حساسة، وانخراط حلفاء طهران في المعادلة.
ويبدو أن الأيام القادمة ستكون حاسمة في تحديد مسار الأحداث، سواء باتجاه مزيد من التصعيد والانخراط العسكري المباشر، أو نحو جهود دبلوماسية عاجلة لاحتواء الوضع قبل خروجه عن السيطرة.