محمد العنبكي: روسيا تتدخل لحماية مصالحها والصين تناور بقوتها في الشرق الأوسط

أكد الدكتور محمد العنبكي، نائب رئيس الكونغرس الكندي العربي، أن منطقة الشرق الأوسط، وخاصة منطقة الخليج، تحولت خلال السنوات الأخيرة إلى ساحة صراع غير مباشر بين القوى الكبرى، مشيرًا إلى أن التدخل الروسي والصيني في هذه المنطقة بات يحمل حسابات دقيقة ومعقدة، لا سيما من الجانب الصيني.
جاء ذلك خلال مداخلة تلفزيونية عبر برنامج "منتصف النهار"، المُذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، حيث استعرض العنبكي أبعاد التنافس الجيوسياسي وتأثيره على استقرار المنطقة.
روسيا تبحث عن نفوذ
قال محمد العنبكي إن روسيا كانت أكثر جرأة في التدخل العسكري لحماية مصالحها الاستراتيجية في المنطقة، لا سيما بعد اندلاع ما يُعرف بـ الربيع العربي، حيث سارعت إلى ترسيخ وجودها في سوريا كمنصة متقدمة في ما يسمى "المياه الدافئة".
وأشار محمد العنبكي إلى أن هذا التدخل أدى إلى توترات شديدة بينها وبين الولايات المتحدة، وصلت أحيانًا إلى مستوى التصادم العسكري والأمني المباشر، مؤكدًا أن موسكو دفعت ثمناً باهظاً سياسيًا واستراتيجيًا من أجل تثبيت وجودها في قلب الشرق الأوسط.
الصين تتحرك بدبلوماسية
في المقابل، أوضح محمد العنبكي أن الصين تتبع نهجًا مختلفًا تمامًا في إدارة مصالحها بالمنطقة، حيث تعتمد على أدوات الدبلوماسية الناعمة، وتعزز وجودها من خلال الشراكات الاقتصادية والتجارية، دون الانخراط المباشر في الصراعات المسلحة.
وقال محمد العنبكي: "الصين تبني جسورًا مع القوى الفاعلة ودول المنطقة لتُحدث توازنًا استراتيجيًا مع الولايات المتحدة في ظل صراع تقليدي مستمر بين القوتين، لكنها تتجنّب المواجهة المباشرة."
منطقة الخليج تواجه توترًا
أشار محمد العنبكي إلى أن المنطقة تمر بحالة توتر متزايدة تستوجب تدخلًا محسوبًا من الأقطاب الدولية مثل روسيا والصين إلى جانب الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين.
لكن محمد العنبكي استبعد أن يؤدي هذا الوضع إلى نشوب حرب إقليمية كبرى أو صراع عسكري شامل، على الرغم من حدة التصريحات والتلويح بخطوط حمراء من قبل روسيا، مثل تحذيراتها حول محطة بوشهر النووية الإيرانية.

مواجهة باردة واستراتيجيات
اختتم محمد العنبكي حديثه بالتأكيد على أن الصراع بين القوى الكبرى في الشرق الأوسط لا يزال في نطاق "المواجهة الباردة"، حيث تسعى كل قوة إلى فرض نفوذها بأسلوب مختلف، فبينما تميل روسيا إلى الردع العسكري المباشر، تتحرك الصين بحكمة اقتصادية لتوسيع دوائر نفوذها بهدوء.
وشدد محمد العنبكي على أن التوازن في هذه المرحلة الحساسة يتطلب إدراكاً إقليمياً لخطورة الانجرار إلى ساحات الصراع، مع تعزيز الحوار والتفاهمات الدولية من أجل تجنيب المنطقة الانفجار المحتمل.