عاجل

عن آثار توت عنخ آمون بأمريكا.. الشماع: «من لا يملك أهداها لمن لا يستحق»

القناع الذهبي للملك
القناع الذهبي للملك توت عنخ إمن المحفوظ بالمتحف المصري

يعد اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون أحد أهم العلامات في مسيرة البشرية الأثرية، حيث أن كل كشف أثري يكون له أهميته، إلا أن اكتشاف مقبرة متكاملة لملك قديم، مثل توت عنخ آمون أو بسوسنس الأول، أو غيرهم حول العالم، يمثل نقطة فاصلة في دراسة فترة حكم هذا الملك، أو في الفترة التاريخية ككل. 

الخبئية المفقودة  

ومن ناحيته قال بسام الشماع المرشد السياحي والمؤرخ المعروف، في تصريحات خاصة إلى نيوز رووم، إن الأمر مع توت عنخ آمون لم يكن مجرد كشف مقبرة، ولكن هناك كشف آخر سبق اكتشاف مقبرته الشهير عام 1922م، على يد هوارد كارتر، حيث عثر إدوارد إيرتون عالم الآثار، في عام 1907م، على حفرة صغيرة، بالقرب من مقبرة الملك سِتي الأول، في الأقصر، وعلى بعد 110 مترًا من مقبرة الملك توت عنخ آمون، وكان مدفون فيها عدد من الآثار الجنائزية. 

وتابع الشماع، «أي أن اكتشاف هذه الخبيئة سبق اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون بـ 15 عامًا، وحملت رقم KV54، وهو رقم أرشيفي يُعطى لأي مقبرة في وادي الملوك (على سبيل المثال، مقبرة توت عنخ إمن المعروفة تحمل الرقم KV62)». 

واحتوت تلك الخبيئة، على أكثر من 12 جرة كبيرة محكمة الغلق، وآنية للسوائل رائعة ملونة ذات رقبة رفيعة رشيقة، وأواني فخارية وأطباق، وأكياس تحتوي على ملح نطرون (مادة تحنيط طبيعية)، وعظام حيوانات وأطواق أكاليل زهور جنائزية وقطع من قماش الكتان منقوش عليها نصوص بالكتابة الهيراطيقية تشير إلى السنة السادسة من حكم الملك توت عنخ آمون، وتصفه بـ «الإله الطيب، سيد الأرضين، نِب-خِبِرُو-رَع، محبوب من الإله مين» وأخرى تشير للعام الثامن.

مصير الخبيئة

وأشار الشماع إلى أن ثيودور ديفيز الممول للحفائر الأثرية، تبرع، في عام 1909م، بعدد 6 أواني فخارية، إلى متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك، حيث تُعرض الآن بعد ترميم بعضها، وحدد هربرت وينلوك مدير قسم المصريات في المتروبوليتان، في عام 1923م، أن هذه الخبيئة لم تكن قبرًا فعليًا، بل خبيئة تحنيط، أي مخلفات مراسم تحنيط الملك، كالأدوات المستخدمة والطعام والزهور من الوليمة الجنائزية، التي تُركت في الحفرة لاحقًا بعد محاولة سرقة فاشلة لمقبرة الملك، وبدراسة تلك الآثار يتبين أن عدد 8 نائحات الرسميات ربنا يكن قد حضرن الجنازة. 

مواد مماثلة

عند اكتشاف مقبرة توت عنخ إمن «أمون» الفعلية (KV62) عام 1922م، وُجدت مواد مماثلة في ممر الدخول، مما يرجح أن محتويات الخبيئة KV54 نُقلت إليها بعد محاولة سرقة أولى، ثم تم سد الممر بالحجارة لمنع سرقات لاحقة، والحفرة KV54 كانت صغيرة نسبيًا (حوالي 1.90 × 1.25 متر)، بعمق يتراوح بين متر و1.4 متر، محفورة في الحصى والصخر الطبيعي في منحدر شرقي بوادي الملوك بالبر الغربي بالاقصر، ومن بين المكتشفات آنية مائية أنيقة يعتقد أنها استُخدمت في طقوس التطهير أو لتقديم مشروبات متبّلة أثناء الوليمة الجنائزية.

المعروضات بمتحف  المتروبوليتان

وختم الشماع كلماته قائلًا، القطع المعروضة مثل أكياس ملح النطرون، وأطواق الزهور الجنائزية، وآنية مياه، وهي معروضة حاليًا في القاعة رقم 122 بمتحف المتروبوليتان في نيويورك، وأطالب ياسترداد تلك القطع، حيث أنها أهديت ممن لا يملك لمن لا يستحق. 

صور القطع الأثرية في المتروبوليتان 

تم نسخ الرابط