عاجل

الصراع الإسرائيلي الإيراني يضيّق الخناق على مسارات الطيران العالمية

أرشيفية
أرشيفية

يواجه قطاع الطيران العالمي تحديات متفاقمة جراء الصراع المتصاعد بين إسرائيل وإيران، مما يضطر شركات الطيران الأوروبية خاصةً إلى التحليق ضمن مجال جوي ضيق. هذا الوضع يزيد من الضغوط على القطاع الذي يعاني بالفعل بعد حادث تحطم طائرة "بوينغ 787 دريملاينر" في الهند مؤخرًا.

اضطرابات واسعة النطاق لشركات الطيران

اضطرت أكثر من 150 شركة طيران حول العالم، بما في ذلك شركات كبرى مثل "إير فرانس - كيه إل إم"، "لوفتهانزا"، و"ويز إير"، إلى تعليق رحلاتها أو تغيير مساراتها نحو طرق بديلة ذات تكلفة أعلى. جاء ذلك بعد إغلاق المجال الجوي فوق إسرائيل، العراق، والأردن في الأيام الأخيرة. هذه الاضطرابات تمثل تحديًا إضافيًا لشركات الطيران الأوروبية التي كانت تتجنب بالفعل الأجواء الروسية في رحلاتها المتجهة نحو آسيا بسبب الحرب الأوكرانية.

"ممر ضئيل" للتحليق

تشير مصادر داخل إحدى كبريات شركات الطيران الأوروبية إلى أن الوضع الحالي "أكثر خطورة" من الإغلاقات المؤقتة المعتادة للمجالات الجوية. فقد أصبح لدى شركات الطيران الآن "ممر ضئيل حقًا" للتحليق، مما يزيد من صعوبة الوضع نظرًا لأنها مجبرة بالفعل على الالتفاف حول روسيا.

التأثير على التكاليف والعمليات

أدى الصراع الأخير إلى انخفاض أسهم كبرى شركات الطيران، خاصة الأوروبية منها. تزيد المسارات البديلة من تكاليف الوقود وتطيل أمد الرحلات، مما يؤدي إلى اضطرابات في جداول شركات الطيران وارتفاع التكاليف التشغيلية. كما أن ارتفاع سعر النفط، حيث ارتفع خام برنت بنحو 8% مؤخرًا، يفاقم من مشكلة تكاليف الوقود.

تحديات متراكمة للقطاع

تفاقمت هذه الاضطرابات بعد يوم واحد من تحطم طائرة "إير إنديا" في الهند، مما أثار مخاوف المسافرين بشأن الحجز على طائرات "بوينغ دريملاينر". وصرح ستيف ترينت، محلل شركات الطيران لدى "سيتي غروب"، بأن "المشكلات لا تزداد إلا تراكمًا".

تشير بيانات "فلايت رادار 24" إلى إلغاء أكثر من 3000 رحلة طيران يوميًا في الشرق الأوسط منذ اندلاع الصراع بين إسرائيل وإيران. كما أظهرت البيانات خلو المجال الجوي بشكل واسع فوق إيران، العراق، وسوريا، مع اتخاذ الرحلات مسارات بديلة فوق المملكة العربية السعودية ومصر. شركات الطيران الأوروبية، ومنها "إير فرانس - كيه إل إم" و"لوفتهانزا"، ألغت أو غيرت مسارات عشرات الرحلات بسبب مخاوف تتعلق بالسلامة.

القيود الجوية وتأثيرها المستمر

لقد تسبب تفادي التحليق فوق المجال الجوي الروسي بالفعل في زيادة التكاليف على شركات الطيران الأوروبية، مما دفع الكثير منها لخفض أو تعليق رحلاتها المتجهة إلى شرق آسيا. في المقابل، ما زالت شركات الطيران الصينية تحلق عبر روسيا، بينما تطير نظيراتها الأمريكية عبر المحيط الهادئ.

يرى جون ستريكلاند، مستشار الطيران، أن فرض مزيد من القيود على المجال الجوي يمثل "مشكلة لشركات الطيران، لأنه جزء مزدحم من العالم.. وتغيير المسارات أمر مكلف في كل الأحوال". وقد ذكرت "لوفتهانزا" أن تغييرات المسارات الحالية تعني أن الرحلة من فرانكفورت أو ميونيخ إلى شرق آسيا تستغرق وقتًا أطول بستين دقيقة. كما أعربت إحدى شركات الطيران عن قلقها من أن بعض المسارات قد تتطلب توقف الطائرات للتزود بالوقود وتغيير الطاقم في حال اتساع رقعة النزاع، وتُعد شركات الطيران العاملة في الشرق الأوسط هي الأكثر تضررًا من إلغاء الرحلات، وفقًا لبيانات "فلايت رادار 24".

تم نسخ الرابط