عاجل

التجارة الحرام| الاحتكار في زمن التضخم والأزمات.. ماذا قال الفقهاء عنه؟

الاحتكار في زمن التضخم
الاحتكار في زمن التضخم والأزمات

ما حكم مكافحة الاحتكار في زمن التضخم والأزمات؟، سؤال أجابته لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية، من خلال صفحتها الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”.

الاحتكار في زمن التضخم والأزمات.. ماذا قال الفقهاء عنه؟

اتفق الفقهاء على تحريم الاحتكار وجعله من المحظورات في الإسلام، لا سيما في زمن التضخم والأزمات والأوبئة بغية المغالاة في تحقيق أرباح مالية وغيرها، مما يضاعف من الأزمة ويؤخر القدرة في التغلب، ولولي الأمر أن يفعل ما فيه المصلحة لمنعه.

وقالت لجنة الفتوى إن الاحتكار الذي يقوم به البعض لا سيما في زمن التضخم والأزمات والأوبئة بغية المغالاة في تحقيق أرباح مالية وغيرها، مما يضاعف من الأزمة ويؤخر القدرة في التغلب عليها فهذا مما اتفق الفقهاء على تحريمه وجعله من المحظورات في الإسلام، لقوله ﷺ " لا يحتكر إلا خاطئ ".

لماذا الاحتكار محرم في الإسلام؟

كما أن الاحتكار يعد إخلالًا بمقتضيات الإيمان من مودة ورحمة وتعاطف، لما ورد في قولهﷺ : "مثل المؤمنين في توادهم وتعاطفهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر".

والملاحظ أن تصور الفقهاء للاحتكار المحرم يدور حول كل سلوك إجرامي يترتب عليه تضيق على الناس في تحصيل الضروريات والحاجيات من طعام ومستلزمات طبية ونحو ذلك ، فقد قال البهوتي هو: "أن يشتريه للتجارة، ويحبسه ليقل ، فيغلو ".

وقد ذهب الفقهاء إلى تحريم احتكار الأقوات والمستلزمات الطبية وكل ما تعم الحاجة إليه زمن الأزمات والحاجة المجتمعية أيا كان مصدرها، بل إن الشيخ العمراني من الشافعية يحظر احتكار وحبس السلع عن دخول الأسواق، طالما كان بالناس ضرورة أو حاجة عظيمة.

وأكدت لجنة الفتوى أن الإسلام يعطي للدولة الحق في التدخل لمواجهة السلوك الاحتكاري المضر بالمجتمع، وإجبار أصحابه على البيع بثمن المثل؛ لأنه مصلحة عامة لحق الله تعالى، ولا تتم مصلحة الناس إلا بها ". فالأسواق في الإسلام تحكمها ضوابط تمنع من استغلال حاجة المستهلكين، وجل ذلك وسيلة لتحقيق أرباح طائلة على حساب مصلحة المجتمع، لذلك أرشدنا سيدنا عمر ـ رضي الله عنه ـ إلى علاج الاحتكار عندما اشتكى الناس غلاء ثمن اللحم: أرخصوه. قالوا كيف نرخصه، وهو ليس في أيدينا؟ قال: اتركوه لهم.

وشددت لجنة الفتوى على هذا: فاحتكار الأقوات، وكل ما تعم الحاجة إليه في زمن الأزمات والحاجة المجتمعية أيا كان مصدرها حرام، ومن يفعله آثم، ولولي الأمر أن يفعل ما فيه المصلحة لمنعه.

فعل يخلّ بقيم التعاون والرحمة

فيما حذر الشيخ الدكتور محمود الأبيدي، خطيب وأحد علماء وزارة الأوقاف، من أن الاحتكار أحد أخطر الأمراض التي تفتك بالاستقرار المجتمعي، وتدفع الشرائح الضعيفة إلى حافة اليأس، وتُجمع الشريعة الإسلامية والمواثيق الإنسانية على تحريمه، بوصفه فعلًا يخلّ بقيم التعاون والرحمة، ويقود إلى فوضى اجتماعية وأخلاقية.

وتابع خلال حلقة خاصة من برنامج “فاسألوا”،  أن المحتكر لا يُراكم البضائع فقط، بل يُراكم الذنوب واللعنات، إذ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة”، في حين أن المحتكر يزيد من تعسير حياة الناس.

واعتبر الأبيدي أن التاجر المسلم الحقيقي هو من يضع نفسه مكان الفقير، ويتعامل من منطلق إنساني قبل أن يحسب الربح والخسارة.

تم نسخ الرابط