أستاذ قانون دولي: إيران توجه رسالة مزدوجة عبر ضربات صاروخية على إسرائيل

قال الدكتور هيثم عمران، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدولي، إن الضربة الصاروخية التي وجهتها إيران إلى مدن إسرائيلية، وفي مقدمتها بئر السبع، والتي أصابت مستشفى "سوروكا"، لم تكن مجرد رد فعل عسكري، بل رسالة سياسية وعسكرية مزدوجة تؤكد قدرة طهران على الردع وتوجيه الضربات الدقيقة.
وأوضح هيثم عمران، خلال مداخلة هاتفية مع قناة "إكسترا نيوز"، أن استهداف منشآت مدنية بحساسية مثل المستشفى الإسرائيلي يحمل دلالات قوية على امتلاك إيران "بنك أهداف نوعي" يُستخدم في الوقت المناسب لإحداث صدمة استراتيجية، سواء تجاه إسرائيل أو داعميها، وعلى رأسهم الولايات المتحدة.
رسائل الردع الإيراني
أشار هيثم عمران إلى أن الضربات الإيرانية ليست مجرد انتقام، بل تمثل تحولاً في قواعد الاشتباك، بحيث تسعى طهران لإثبات قدرتها على التأثير في عمق الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وتوجيه رسائل سياسية ضاغطة دون الدخول في حرب شاملة.
كما أكد هيثم عمران أن إيران تعتمد على الردع التراكمي، أي عبر رسائل محددة الزمان والمكان، تهدف إلى كبح جماح التصعيد الأميركي – الإسرائيلي من دون أن تفقد زمام المبادرة.
مفاوضات مشروطة أم حوار
فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، شدد هيثم عمران على أن محاولات واشنطن لإحياء المفاوضات النووية وفق شروط أحادية مرفوضة بالكامل من جانب طهران، التي ترى أن أي حوار يجب أن يكون قائمًا على مبدأ الندية والتكافؤ، لا الإملاءات الخارجية.
وأضاف هيثم عمران أن إيران تعتبر التصعيد العسكري ضدها ليس فقط تهديدًا لمشروعها النووي، بل استهدافًا للنظام السياسي بأكمله، وبالتالي فإن ردها سيأخذ دائمًا طابعًا سياسيًا استراتيجيًا يتجاوز الحسابات التقنية أو التفاوضية البحتة.
لفت هيثم عمران إلى أن الموقف الإيراني في ظل هذه الضربات، يعكس رغبة في إعادة ضبط ميزان الردع، لا الذهاب إلى حرب شاملة، فالرد الإيراني محسوب، لكنه يعكس تصميمًا على عدم ترك الساحة مفتوحة أمام الهيمنة الأميركية أو الاستفزازات الإسرائيلية، معتبرًا أن هذه الاستراتيجية قد تدفع الأطراف الدولية إلى إعادة النظر في طبيعة التعامل مع إيران خلال المرحلة المقبلة.

التصعيد الأمريكي الإسرائيلي
في ختام تحليله، أشار هيثم عمران إلى أن إيران اليوم تتصرف من منطلق دولة إقليمية ذات نفوذ، وتوجه رسائلها العسكرية والسياسية وفق رؤية استراتيجية شاملة، مؤكدة أنها لن تقبل بحوار لا يحترم سيادتها أو يسعى لإخضاعها سياسيًا أو عسكريًا.
وهو ما يفرض على المجتمع الدولي، بحسب تعبيره، أن يتعامل مع طهران كقوة متوازنة، قادرة على التأثير في موازين المنطقة، وليس كطرف ضعيف يمكن فرض الشروط عليه.