عاجل

كارثة بيئية تهدد سكان "المحلة": أبرزهم "تلال القمامة والدخان السام"

صورة القمامة
صورة القمامة

 

في مشهد صادم يتكرر يوميًا، يستيقظ سكان وعمال المنطقة الصناعية بحي أول المحلة الكبرى على سحب دخانية سوداء تتصاعد في السماء، ناجمة عن إشعال النيران في تلال القمامة المتراكمة في محيط المنطقة. 

أصبحت هذه الكارثة البيئية تهدد صحة المواطنين وتؤرق حياتهم، وسط إستغاثات مستمرة لم تجد بعد آذانًا صاغية من المسئولون.

الهواء ملوث والمرض ينتشر

يقول أحد سكان المنطقة، ويدعى أحمد السيد، وهو عامل بأحد المصانع القريبة: "نحن نعيش وسط سحابة دائمة من الدخان السام، الذي يسبب لنا ضيق تنفس والتهابات في الصدر.

 لا يمكننا فتح النوافذ، وأطفالنا يعانون من السعال المستمر." وأكد أن الأهالي تقدموا بشكاوى عديدة دون جدوى، حيث يتم تجاهل المشكلة أو الاكتفاء بحلول مؤقتة لا تلبث أن تنهار سريعًا.

أما نادية إبراهيم، وهي ربة منزل، فتشير إلى أن الروائح الكريهة الناتجة عن تحلل القمامة لا تقل خطرًا عن الأدخنة: "نحن محاصرون بين النفايات والدخان، وهذا الوضع يجعل الحياة هنا لا تُطاق. لا نعرف إلى متى سنظل نعيش في هذه الظروف القاسية."

إشعال النيران.. حل عشوائي يزيد المشكلة تعقيدًا

بدلًا من رفع القمامة والتخلص منها بطرق آمنة، يعمد البعض إلى إشعال النيران فيها، مما يضاعف من خطورة الأزمة.

 فإحتراق المخلفات البلاستيكية والمطاطية يطلق مواد سامة مثل الديوكسينات والفورمالديهايد، التي قد تؤدي إلى أمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.

ويحذر الدكتور محمود الشناوي، استشاري الأمراض الصدرية، من العواقب الصحية الوخيمة لهذه الأدخنة: "استنشاق هذه الغازات السامة بشكل يومي يزيد من احتمالات الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، خاصة لدى الأطفال وكبار السن. 

كما أن التعرض المستمر لها قد يؤثر على وظائف الجهاز العصبي والمناعي."

مطالبات عاجلة بحل جذري

يطالب الأهالي بسرعة تدخل المسئولون، وعلى رأسهم رئيس حي أول المحلة الكبرى، لإتخاذ إجراءات جادة لإنهاء هذه الكارثة البيئية.

 ويقترح بعض السكان حلولًا مثل تخصيص نقاط لتجميع القمامة بعيدًا عن المناطق السكنية، وتكثيف حملات النظافة، ووضع عقوبات صارمة على من يلجأ إلى الحرق العشوائي للنفايات.

تم نسخ الرابط