عاجل

"خطة إعادة إعمار غزة".. من رؤية مصرية إلى مبادرة دولية عربية (فيديو)

خطة إعمار غزة
خطة إعمار غزة

أكد الدكتور رامي عاشور، أستاذ العلاقات الدولية والأمن القومي، أن الخطة المصرية التي طرحتها القاهرة بشأن إعادة إعمار قطاع غزة تحولت إلى مبادرة دولية عربية، وذلك بعد أن حظيت بمباركة الأمم المتحدة، والمجلس الأوروبي، ومنظمة التعاون الإسلامي خلال القمة العربية الذي عُقدت في القاهرة.

وأشار "عاشور"، في مداخلة هاتفية على قناة "إكسترا نيوز"، إلى أن الدعم الدولي والعربي الذي لاقته الخطة المصرية عزز من التكاتف العربي تجاه القضية، إلا أن هناك عدة عراقيل تعيق تنفيذها بالكامل، مما يطرح تساؤلات حول مستقبل هذه المبادرة وإمكانية تطبيقها على أرض الواقع.

تفاصيل الخطة المصرية 

وأوضح أستاذ العلاقات الدولية أن الخطة المصرية تضمنت شرحًا تفصيليًا لمراحل إعادة إعمار قطاع غزة حتى عام 2030، حيث تضمنت: تقدير الميزانية المطلوبة لإعادة الإعمار، مع تحديد آليات التمويل والدعم الدولي.

وتابع: «إنشاء 200 ألف وحدة سكنية لإيواء المتضررين وتعويض السكان عن الخسائر التي لحقت بهم خلال السنوات الماضية؛ وتحويل غزة إلى منطقة صناعية وزراعية، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي وتحسين الأوضاع الاقتصادية في القطاع؛ وإنشاء ميناء تجاري، وهو المشروع الذي كان قد تم الاتفاق عليه خلال مؤتمر أوسلو، إلا أنه لم يرَ النور بسبب العراقيل السياسية».

وشدد "عاشور" على أن مصر وضعت المجتمع الدولي أمام مسؤولياته، حيث أصبح هناك طرف دولي داعم للمبادرة، في مقابل ثلاثة أطراف أخرى لها مواقف متباينة، وهي: إسرائيل، التي تتعامل بحذر مع أي مشروعات تخص غزة؛ فريق الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي كان يدعم رؤية مختلفة لحل الأزمة الفلسطينية؛ حركة حماس، التي لها موقف خاص من المبادرة، حيث أعلنت موافقتها على إعادة الإعمار، لكنها رفضت أي محاولات لتهميشها أو استبعادها من المشهد السياسي.

تحديات خطة الإعمار

ورغم التفاعل الدولي الإيجابي مع المبادرة، يرى "عاشور" أن هناك عراقيل متعددة قد تعيق التنفيذ، ومن أبرزها: الملف السياسي الشائك، إذ لا تزال هناك خلافات جوهرية بين الأطراف المعنية، خاصة فيما يتعلق بدور حماس في المرحلة المقبلة؛ التمويل الدولي، حيث تحتاج الخطة إلى ميزانية ضخمة، ما يستوجب تعاونًا من القوى الكبرى والمؤسسات المالية الدولية.

وواصل: «الضغوط الإسرائيلية، التي قد تسعى إلى عرقلة المشاريع الكبرى في غزة، خاصة الميناء التجاري والمشروعات الصناعية، بما في ذلك الوضع الأمني الهش، إذ أن أي تصعيد عسكري في القطاع قد يؤدي إلى تأجيل أو تعطيل تنفيذ الخطة.

مصر والمشهد الفلسطيني

وأكد على أن مصر تلعب دورًا محوريًا في دعم الشعب الفلسطيني وإعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن نجاح هذه الخطة يتوقف على التنسيق العربي والدولي، والتوصل إلى حلول سياسية عادلة تضمن استقرار القطاع.

وأضاف أن القاهرة نجحت في وضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات المجتمع الدولي، وهو ما يعكس ثقل الدور المصري في المنطقة، وحرصه الدائم على تحقيق الأمن والاستقرار للشعب الفلسطيني.

تم نسخ الرابط