عملية "دجان" الإسرائيلية.. كيف تلاحق تل أبيب القدرات النووية الإيرانية؟

قال اللواء أركان حرب أيمن عبد المحسن، متخصص في الشأن العسكري والاستراتيجي، إنّ إسرائيل نفذت خلال الفترة الماضية اختراقًا أمنيًا واسعًا داخل الأراضي الإيرانية، تسبب في خسائر كبيرة على مستوى القيادات العسكرية والمعلومات السرية الحساسة، مما مكن قوات الاحتلال من تنفيذ ضربات دقيقة استهدفت مواقع استراتيجية داخل إيران.
وذكر في مداخلة هاتفية ببرنامج «صباح الخير يا مصر»، المذاع على القناة الأولى، أن طهران كشفت مؤخراً عن مواقع سرية لصناعة طائرات مسيرة لصالح إسرائيل، بالإضافة إلى القبض على عناصر متخصصة بالتجسس لصالح الاحتلال الإسرائيلي.
وأضاف أنّ إسرائيل تتبع سياسة مزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة من خلال تنفيذ ضربات استباقية تُعرف بـ"الأسد الصاعد"، والتي تستهدف بشكل مباشر القدرات الإيرانية، خاصة مواقع حساسة وقيادات الصف الأول، بهدف خلق حالة من الارتباك لدى النظام الإيراني.
مواجهة التهديدات الإيرانية النووية والصاروخية
وأشار إلى أن هذه العمليات الاستراتيجية تعود لخطط قديمة وضعتها أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية تحت مسمى "عملية دجان"، نسبة إلى رئيس جهاز الموساد الأسبق مائير دجان، وتهدف إلى مواجهة التهديدات الإيرانية النووية والصاروخية، فضلاً عن الميليشيات التابعة لطهران في المنطقة.
وتابع، أنّ إسرائيل تعتمد في تنفيذ هذه العمليات على مزيج من القوة الناعمة والخشنة، حيث تضمنت أساليب التخريب والاختراق الأمني داخل إيران، إضافة إلى تنفيذ عمليات اغتيال لقيادات عسكرية وأمنية وسياسية وعلماء نوويين.
ولفت، إلى أن طهران لجأت إلى استخدام استراتيجية "الإغراق التشتيتي" عبر إطلاق أعداد كبيرة من الطائرات المسيرة والصواريخ لمحاولة تشتيت منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، في رد فعل لمحاولة احتواء الضربات الدقيقة التي تتلقاها.
وفيما يتعلق بتصريحات إسرائيلية نشرت مؤخرًا فيديو لضباط من الموساد يتجولون في طهران ويجهزون لإطلاق طائرات مسيرة، أكد اللواء أيمن عبد المحسن أن هذه العمليات تؤكد نجاح الموساد في اختراق الأمن الإيراني، حيث استطاع الوصول إلى قرب العاصمة طهران وإنشاء قواعد لإطلاق طائرات مسيرة مفخخة، مع تجنيد عملاء داخل إيران لتنفيذ ضربات استهدافية دقيقة.
وأشار إلى أن الجانب الإيراني لم يتخذ التدابير الكافية لمواجهة هذا التسلل رغم تحذيرات عديدة، مما سمح بزيادة نشاط جواسيس الموساد داخل المدن الإيرانية، الأمر الذي دفع النظام إلى الإعلان عن اعتقال عدد من العملاء والجواسيس.