خبير: تصريحات ترامب بشأن إيران تتسم بالتناقض وتضر بمصداقية السياسة الأمريكية

أكد الدكتور أحمد رفيق عوض، رئيس مركز القدس للدراسات، أن التصريحات الأخيرة للرئيس الأميركي، دونالد ترامب بشأن إيران تعكس حالة من التناقض الواضح والغموض في السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
وقال الدكتور عوض، في مداخلة عبر تقنية "زووم" على قناة "إكسترا نيوز"، إن ترامب يتحدث مرة عن رغبته في عدم خوض حروب، ثم يعود ليشير إلى إمكانية عقد اجتماع عاجل بشأن التصعيد مع إيران وإسرائيل، مما يعكس ارتباكاً في الرسائل الأميركية الرسمية.
تصريحات متقلبة تثير الشكوك
وأشار أحمد رفيق عوض إلى أن ترامب صرّح بقوله "لا أرغب في خوض أي حروب"، ثم في الوقت نفسه قال إن "إيران ترغب في الاجتماع معنا وقد نقدم على ذلك"، مضيفًا أن الرئيس الأميركي أعلن أيضًا عن "اجتماع سيعقد خلال ساعة بشأن إيران وإسرائيل". واعتبر المحلل الفلسطيني أن هذا التخبط في التصريحات لا يخدم السياسة الأميركية، بل يعكس تراجعًا في وضوح القرار السياسي في البيت الأبيض.
واعتبر أحمد رفيق عوض أن تناقض ترامب بين الحديث عن "ضرب إيران" ثم نفي ذلك، وكذلك الحديث عن "ضياع فرصة التفاوض" ثم التأكيد على "استمرار إمكانية الحوار"، لا يمكن وصفه سوى بالارتباك.
مصداقية السياسة الأميركية
وأوضح أحمد رفيق عوض أن هذا النوع من التصريحات لم يكن شائعًا في السياسات الأميركية السابقة، مضيفًا: "هذا الغموض ليس في مصلحة واشنطن، لأنه يفقدها المصداقية والقدرة على بناء مواقف ثابتة أمام حلفائها وخصومها".
وحذّر أحمد رفيق عوض من أن هذا النهج المتقلب في التصريحات، خاصة في قضايا على درجة عالية من الخطورة مثل التوتر بين إيران وإسرائيل، يمكن أن يُضعف مكانة الولايات المتحدة على الساحة الدولية.
وقال أحمد رفيق عوض إن الدول الحليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط والعالم باتت تشعر بالحيرة إزاء المواقف الأميركية المتغيرة، مشيرًا إلى أن "المصداقية السياسية تتطلب وضوحًا وثباتًا، وهو ما تفتقر إليه إدارة ترامب حاليًا".

دعوات للحذر من التصعيد
وفي ختام مداخلته، دعا الدكتور أحمد رفيق عوض إلى التعامل بحذر مع التصريحات السياسية التي تُدلى بها في سياق توترات إقليمية حساسة، مشددً على أن التصعيد الإعلامي غير المحسوب قد يؤدي إلى عواقب كارثية، خاصة إذا لم تُترجم الأقوال إلى أفعال مدروسة تعكس سياسة خارجية واضحة وثابتة.