خبير طاقة ذرية: إيران تمتلك قدرات تؤهلها لصناعة قنبلة نووية

أكد الدكتور كمال الأعرج، المستشار الأول في الوكالة الدولية للطاقة، أن إيران تمتلك كمية من اليورانيوم المخصب تكفي لإنتاج أكثر من قنبلة نووية، وهو ما يعكس مدى تقدم برنامجها النووي.
وأضاف كمال الأعرج، خلال مداخلة تلفزيونية عبر قناة "النيل للأخبار"، أن المواد الانشطارية التي بحوزة طهران وصلت إلى مستويات مرتفعة من التخصيب، تجعل تحويلها إلى سلاح نووي مسألة فنية وليست مستحيلة.
لا حاجة لإيران إلى دعم
وأشار كمال الأعرج إلى أن إيران لا تحتاج إلى دعم أو مساعدة فنية من أي دولة خارجية، سواء كانت روسيا أو كوريا الشمالية، لكي تتمكن من إنتاج قنبلة نووية، مشددًا على أن إيران تمتلك بالفعل البنية التحتية والكوادر العلمية والتقنية اللازمة لتطوير السلاح النووي بشكل مستقل.
وأوضح كمال الأعرج أن الجمهورية الإسلامية الإيرانية استثمرت لعقود في بناء قدراتها النووية الذاتية، وأحرزت تقدمًا ملحوظًا على المستويين التقني والعلمي، مما يجعلها دولة نووية "قيد الإمكان"، إن اتخذت القرار السياسي لذلك.
قرار النووي لم يُتخذ بعد
ورغم تأكيده على جاهزية إيران الفنية، قال الدكتور كمال الأعرج إنه لا يعتقد أن إيران قد اتخذت القرار النهائي لتصنيع قنبلة نووية حتى الآن، موضحًا أن هناك اعتبارات سياسية واستراتيجية تحكم مثل هذا القرار الخطير.
وتابع كمال الأعرج: "الحديث عن تصنيع القنبلة لا يعني بالضرورة أن إيران بدأت التنفيذ، ولكن الأكيد أن لديها القدرة على ذلك، ولو قررت فلن تواجه صعوبة في الإنتاج، مشيرًا إلى أن هذا الاحتمال يبقى مصدر قلق دائم للأسرة الدولية، خاصةً في ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة.
إيران ونقطة التحول النووي
يرى مراقبون أن تصريحات كمال الأعرج تأتي في سياق تصاعد المخاوف الدولية بشأن برنامج إيران النووي، خاصةً مع تقارير متكررة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية تفيد بزيادة معدلات تخصيب اليورانيوم في منشآت إيرانية مثل "نطنز" و"فوردو".
ويشير خبراء إلى أن وصول إيران إلى مرحلة "العتبة النووية" أي القدرة على إنتاج سلاح نووي دون فعله فعليًا—يمنحها ميزة ردع استراتيجية مهمة، تضعها في موقع تفاوضي أقوى أمام الغرب.

المجتمع الدولي أمام معادلة معقدة
أمام هذه التطورات، يواجه المجتمع الدولي تحديات كبيرة في التعامل مع الملف النووي الإيراني، خصوصًا بعد تعثر المفاوضات بشأن العودة للاتفاق النووي لعام 2015.
ويرى محللون أن استمرار إيران في تطوير قدراتها النووية دون رقابة صارمة قد يدفع المنطقة إلى سباق تسلح، مما يستوجب موقفًا دبلوماسيًا حاسمًا يعيد ضبط مسار الحوار ويمنع تفاقم الأزمة.