زياد بهاء الدين: أزمة الاقتصاد ليست طارئة فقط .. والحل يبدأ بخطة طويلة المدى

أكد الدكتور زياد بهاء الدين، المفكر الاقتصادي والسياسي، أن التحديات التي يواجهها الاقتصاد المصري لا يمكن إرجاعها بالكامل إلى الأزمات الطارئة فقط، مشيرًا إلى ضرورة التمييز بين ما يتطلب إدارة فورية للأزمة، وما يستدعي تبني برنامج إصلاحي طويل الأمد.
وأوضح زياد بهاء الدين، خلال حواره في برنامج "مساء DMC"، المذاع على قناة DMC، أن النقاش الاقتصادي الحالي يجب أن يتحول من التركيز على حلول مؤقتة إلى طرح رؤية بعيدة المدى تأخذ بعين الاعتبار جذور المشكلات وتاريخها.
مشكلات الاقتصاد المزمنة
أشار زياد بهاء الدين إلى أن بعض أزمات الاقتصاد المصري ليست حديثة العهد، بل تمتد جذورها إلى خمسينيات القرن الماضي، وتراكمت عبر عقود بسبب غياب الحلول الجذرية.
وأضاف زياد بهاء الدين أن هذه المشكلات المزمنة تتطلب تغييرًا في المفاهيم السائدة حول دور الدولة والسوق، معترفًا بأن بعض الحكومات قد تكون مسؤولة بشكل مباشر عن استمرار تلك الأزمات، فيما تكون حكومات أخرى ضحية لضغوط مجتمعية أو ظروف سياسية خارجة عن إرادتها.
علاقة الدولة بالاقتصاد
استعرض زياد بهاء الدين المسار التاريخي لتطور علاقة الدولة المصرية بالاقتصاد، موضحًا أن البلاد بدأت بتجربة اشتراكية ضمن موجة عالمية بعد الحرب العالمية الثانية، ورغم أن التجربة الاشتراكية لم تُطبق بشكل صارم في مصر، إلا أن تطبيقاتها اتسمت بمرونة نسبية.
ثم جاء التحول الكبير في فترة السبعينيات مع سياسات الانفتاح الاقتصادي، والتي أعادت رسم العلاقة بين الدولة والسوق بشكل أكثر وضوحًا، وصولًا إلى ترسيخ ملامح الرأسمالية المصرية الناشئة في الثمانينيات.
تدخل الدولة في الاقتصاد
تناول زياد بهاء الدين التحول الذي طرأ على دور الدولة في الاقتصاد خلال السنوات الأخيرة، معتبرًا أنه أصبح أكثر وضوحًا وتدخلًا مقارنة بما كان عليه في المراحل السابقة.
وأكد زياد بهاء الدين أن هذه النقطة تستحق نقاشًا جادًا بعيدًا عن الشعارات الجاهزة، قائلًا: "لا يمكن القول إن الحل أن تفعل الدولة كل شيء، ولا أن تخرج تمامًا من المشهد الاقتصادي، لأن كلا الرأيين غير واقعيين ولا يعكسان متطلبات التنمية الحقيقية".

إصلاح المفاهيم الاقتصادية
اختتم زياد بهاء الدين حديثه بالتأكيد على أن أي محاولة للإصلاح الاقتصادي الجاد يجب أن تبدأ بمراجعة شاملة للمفاهيم الاقتصادية التي تحكم عمل الدولة والمجتمع.
وشدد زياد بهاء الدين على أهمية أن يتحول الجدل العام إلى نقاش مؤسسي قائم على الأرقام والتجارب الدولية الناجحة، بعيدًا عن المعالجات السطحية، موضحًا أن الاستثمار في إصلاح المفاهيم الاقتصادية هو الخطوة الأولى لبناء اقتصاد متوازن ومستدام.