أسامة كمال: أحداث الشرق الأوسط هي تغيير شامل في قواعد اللعبة

في تحليله للأوضاع المتفجرة في منطقة الشرق الأوسط، وصف الإعلامي أسامة كمال المشهد الإقليمي بأنه "على صفيح ساخن"، مشيرًا إلى أن كافة دول المنطقة، وشعوبها، تقع في قلب تلك الأحداث المتسارعة.
جاء ذلك خلال حلقته من برنامج "مساء DMC" المذاع على قناة DMC، حيث أكد أن الجميع "في المنتصف"، في إشارة إلى حالة التداخل الشديد بين الملفات الأمنية والسياسية في الإقليم.
الاستقرار ليس سلعة
في حديثه، شدد الإعلامي أسامة كمال على أهمية الوعي السياسي في هذه المرحلة، قائلاً: "نحن نعيش لحظات إدراك جديد"، مضيفًا أن الاستقرار لا يُشترى ولا يُفرض، بل هو عملية معقدة تتطلب وقتًا وجهدًا مستمرين، موضحًا أن الأمان الإقليمي أصبح أكثر هشاشة، وأن التهديدات أصبحت عابرة للحدود، ما يستدعي من الشعوب والحكومات معًا تحمل مسؤوليات مضاعفة.
حق الشعوب في القلق
وحول الحرب الإيرانية الإسرائيلية التي أخذت طابعًا مباشرًا مؤخرًا، أشار أسامة كمال إلى أن قلق الشعوب مبرر بالكامل، قائلاً: "من حق الناس أن يسألوا ويشعروا بالخوف"، مؤكدًا أن اللحظة تفرض على الجميع السعي إلى المعرفة، مشددًا: "نحن بحاجة إلى أن نعرف كل شيء لنحمي أنفسنا".
كما أسامة كمال أشار إلى أن الإعلام له دور جوهري في تفسير ما يجري، لا سيما في ظل ضبابية المعلومات وتضارب الروايات حول العمليات العسكرية التي تشهدها المنطقة.
قواعد اللعبة الإقليمية
في تحليل أعمق، أوضح أسامة كمال أن ما نشهده اليوم ليس مجرد جولة جديدة في صراع قديم، بل هو "تغيير شامل في قواعد اللعبة"، مؤكدًا أن الاستراتيجيات القديمة فقدت صلاحيتها في مواجهة المستجدات، مضيفًا: "ما يحدث الآن أن كل شيء يتغير، وهناك قواعد يتم هدمها أو إعادة كتابتها من جديد".
وفي إشارة إلى الغارات الإسرائيلية على منشآت حيوية داخل إيران، وعلى وجه التحديد في العاصمة طهران، شدد أسامة كمال على أن الأمر لا يمكن اعتباره تطورًا عسكريًا تقليديًا، بل انقلابًا استراتيجيًا يغيّر شكل الصراع في المنطقة.

التحليق في سماء العدو
واختتم أسامة كمال تصريحاته بملاحظة شديدة الدلالة، قائلًا: "حين يقول متحدث جيش الاحتلال إنهم يطيرون في سماء إيران كما يحلو لهم، فإن هناك أمرًا جللًا يحدث"، في إشارة إلى انهيار مفاهيم السيادة التقليدية وتبدّل موازين الردع والهيبة العسكرية.
يتّضح من تحليل أسامة كمال أن منطقة الشرق الأوسط تدخل مرحلة مختلفة كليًا عن المراحل السابقة، حيث تتفكك التحالفات القديمة، وتُعاد صياغة استراتيجيات جديدة، وسط مشهد متقلب تتسارع فيه التحولات. وفي هذه الأثناء، تبقى الشعوب أمام تحدٍ كبير يتمثل في الوعي، والمطالبة بالحقيقة، والتأهب للمتغيرات القادمة.