أستاذة علوم سياسية: إسرائيل تسعى لإضعاف خصومها.. وباكستان قد تكون الهدف التالي
أكدت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن الضربات التي تستهدف المفاعلات النووية الإيرانية تثير قلقًا بالغًا في المنطقة، نظرًا لتداعياتها المباشرة على الأمن الإقليمي وإمكانية انفجار صراعات ممتدة.
وأوضحت مسعد، خلال لقائها ببرنامج "على مسئوليتي" مع الإعلامي أحمد موسى، المذاع عبر قناة "صدى البلد"، أن ما يجري في الشرق الأوسط يشير إلى محاولات لإعادة تشكيل الخريطة السياسية والإستراتيجية للمنطقة، من خلال إضعاف القوى التي كانت تشكل توازنًا أمام النفوذ الإسرائيلي، وفي مقدمتها إيران.
التصعيد العسكري
وأضافت أن "الاعتداء على الدول، أياً كانت الأسباب، هو أمر غير مقبول دوليًا وأخلاقيًا"، مشيرة إلى أن التصعيد العسكري من قبل إسرائيل لا يخدم الاستقرار، بل يفتح المجال أمام مزيد من التوترات والانفجارات في الإقليم.
ولفتت مسعد إلى أن مصر تبذل جهودًا مكثفة لإطفاء نيران الأزمات المتفجرة في محيطها، مؤكدة أن الدولة المصرية باتت محاطة بـ"كرة من النار"، في إشارة إلى اشتداد وتيرة الصراعات في أكثر من جبهة إقليمية.
كما حذّرت من أن باكستان قد تكون الهدف التالي بعد إيران في ظل السيناريوهات التصعيدية الراهنة، داعية إلى تغليب الحلول الدبلوماسية ومراعاة مصالح الشعوب واستقرار الدول.
أكدت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن إيران نجحت في ملء الفراغات التي نتجت عن سلسلة الاغتيالات التي تعرضت لها خلال الفترة الماضية، موضحة أن الولايات المتحدة تتعامل مع الأحداث على أنها معركتها الخاصة.
جولة مفاوضات سرية في سلطنة عمان
وأضافت خلال حوارها مع الإعلامي أحمد موسى في برنامج «على مسئوليتي» على قناة صدى البلد، أن هناك أنباء عن إطلاق جولة مفاوضات سرية في سلطنة عمان تهدف إلى الضغط على إسرائيل لإنهاء الحرب القائمة.
وأشارت إلى أن الشخصية الإيرانية تظهر اعتزازًا بنفسها، لافتة إلى تصريحات المرشد الإيراني التي أكد فيها "لن نستسلم"، والتي تعكس روح الصمود والعزيمة لدى طهران، وأن النظام السياسي في إيران فريد من نوعه، إذ إن صلاحيات المرشد تفوق صلاحيات الرئيس، كما أن المرشد يُعين ويُقال من قبل المجلس الأعلى للفقهاء.
وأشارت إلى أن إيران تمتلك مؤسسات رسمية وظلالًا لهذه المؤسسات؛ فمثلًا هناك مجلس الشورى ويوازيه مجلس صيانة الدستور، كما أن الحرس الثوري يُعد القوة الضاربة للنظام، لأن الجيش الإيراني كان يُنظر إليه على أنه جيش الشاه، ولذلك تم تأسيس الحرس الثوري كبديل يُمثل الثورة.
النظام السياسي في إيران يتمتع بتركيبة فريدة
وأكدت الدكتورة نيفين مسعد،أن النظام السياسي في إيران يتمتع بتركيبة فريدة، مشيرة إلى أن المرشد الأعلى يملك صلاحيات تتجاوز بكثير صلاحيات رئيس الجمهورية، ويُعيَّن أو يُقال من قبل المجلس الأعلى للفقهاء، وأن النظام الإيراني يتكون من مؤسسات رسمية وأخرى موازية تُعرف بمؤسسات "الظل"، موضحة أن مجلس الشورى، على سبيل المثال، يقابله مجلس صيانة الدستور، كما أن الحرس الثوري يمثل القوة الضاربة للنظام، مقابل الجيش النظامي الذي كان يُنظر إليه تاريخيًا كامتداد لحقبة الشاه.
ولفتت إلى أن الشخصية الإيرانية تتسم بالاعتزاز الشديد بالنفس، مؤكدة أن تصريحات المرشد الإيراني الأخيرة، والتي قال فيها "لن نستسلم"، تُعبر بوضوح عن هذه العقلية الراسخة في بنية الدولة والمجتمع الإيراني.
